تطاول الرادود باسم الكربلائي على الصحابة بإعتبارهم عصابة هو موقف ليس بخاص به وهو موقف سائد في أدبيات المذهب الشيعي وعلى ألسن معممين غير علماء ولم يشتهر عالم شيعي بكل ما تعنيه كلمة عالم بسب صحابة رسول الله .
لذا لا مجال للوقوف على موقف الرادود كونه مردود عليه وعلى هذه الفئة الجاهلة ممن تنام وتصحو على شتم الصحابة لأهداف أكثرها مشبوه وخاصة من قبل أولئك المقيمين في بلاد الكفربحسب مصطلحاتهم .
لكن ذكر الرادود هنا ومن خلال قوله الشائن هذا يدفع إلى معالجة ظاهرة الرادوديين المنتشرة بكثافة وبطريقة هستيرية فائزة على ظاهرة قرّاء العزّاء من جماعات التبرك بالعرق واللعاب والروائح النتنة .
حيث أن الرادود الكربلائي له من الشهرة والتأثير ما فاق علماء المذهب الشيعي فهذا الكربلائي مثلاً متبوعاً أكثر من جهبذ مذهب القرن العشرين الشهيد السيّد باقر الصدر وأكثر حضوراً من الشهيدين مطهري وبهشتي ولوقُدّرللرادود الكربلائي أن يُشكّل حزباً لكن أقوى من حزب الدعوة ومن أحزاب البيت الشيعي .
أكثر من تسعة مليون يتابعون فنون الرادود الكربلائي ويتمتع بتسهيلات أمنية لا تتوفر للسياسيين ولا لرجال الدولة كما أن نصيبه من الدنيا من زينة المال إلى آخر الزينات تنقذ شعوباً من مأساة الفقر .
تُباع أشرطة الرادوديين وأقراصهم الصوتية وعروضاتهم المسرحية في مواسم السيرة الحسينية وتنتشر بكثافة هائلة وتحرص الأحزاب الشيعية على ظاهرة الرادوديين لتأثر الأجيال الفتية بهم وهذا ما يؤهلهم كي يكونوا معبئين جاهزين للإستعمال حيث تُحبُ الأحزاب إستخدامهم .
في حين أن كتاب الدكتور علي شريعتي خارج دائرة التداول بل إن جماعات اللطم لا يعرفون على شريعتي ولا أي عالم من علماء العقل والمعرفة ولولا إعتماد الأحزاب الشيعية على بعض صور العلماء المعاصرين لإرتباطهم بالحياة السياسية لذاع صيت الرادود اكثر من صيت السيدين الصدريين وغيرهم من العلماء وهذا ما يفدح ويفضح الرهانات الشيعية الحالية القائمة على مصادر الجاهل لتسطيح الطائفة وجعل شبابها بمتناول الأيادي الحزبية فتفعل فيهم وبهم ما تشاء دون أن يكون لهم الخيرة العقلية من أمرهم بل شلّ إرادتهم من خلال إنقياده العاطفي وهذا ما تثيره الظواهرالرادودية كما هي الظواهر العزائية المشابهة من سواد حاجب لرؤية العقل .