لا يعرف اللبنانيون واللبنانيات أنّ فريق سيّدات نادي الصفاء لكرة القدم فاز ببطولة غرب آسيا قبل شهر فقط، ليكنّ بطلات 2022، وهي أوّل بطولة قاريّة تفوز بها سيّدات خارج لبنان، وأوّل بطولة من نوعها لفريق الصفاء.
أما لماذا لا يعرف أحد بهذا الفوز الاستثنائي، فالسبب هو تواطؤ أمين سرّ النادي ضدّ هذا الفريق. تواطؤ انتهى بإعلان الإدارة "حلّ النادي وأجهزته الإدارية والفنية"، في بيان أثار استغراب من قرأه.
فريق الصفاء للسيدات الذي فاز ببطولة غرب آسيا، ورفع اسم لبنان عالياً، إلى جانب منتخب لبنان لكرة السلّة وفرقة "ميّاس" للرقص، كان فاز أيضاً في عامه الأوّل 2020 بالمركز الثاني في الدوري اللبناني، ثم أحرز بطولة الدوري وكأس لبنان السوبر في 2021، ليفوز ببطولة غرب آسيا هذا العام. وحين عاد الفريق إلى المطار لم يجد أيّ استقبال لا من إدارة النادي ولا من الإعلام، بسبب تواطؤ أمين السرّ في التعتيم على هذا الإنجاز.
النادي أسّسته في أيّار 2019 نور سامي الغضبان، اتفق والدها سامي الغضبان حينها مع إدارة نادي الصفاء على ضمّ الفريق تحت إسم النادي، كي يكون قادراً على المشاركة في البطولات. ونصّ الاتفاق على ألا تقدّم إدارة النادي أيّ دعم مالي أو معنوي، بل فقط الاسم والملعب للتدريبات. لكن لسوء الحظّ كان الملعب تحت الصيانة ولم يكن مجهّزاً للتمارين. فتدرّبت الفتيات في ملعب آخر، على نفقتهنّ الخاصة من خلال اشتراكات فرديّة، وبتبرّعات من بعض الأصدقاء، خصوصاً السيّد سامي الغضبان.
بعد فوز الفريق بكلّ هذه البطولات، قرّر أمين سرّ نادي الصفاء هيثم شعبان، بموجب الصلاحيات التي يملكها منفرداً، أن "يبيع" عقد واحدة من أفضل اللاعبات في الفريق، مريم شهاب، لفريق منافس هو "ساس" في 16 حزيران 2022. وحين اعترضت إدارة فريق الفتيات، وهدّت بالانسحاب من الدوري، تدخّلت الإدارة وعرضت على الفريق عدم الانسحاب من الدوري، مقابل وعد بـ"تحرير" عقود الفتيات لصالح نادي مستقلّ يعمل الفريق على تأسيسه.
إتعاب الفتيات والتواطؤ على الفريق
بعدها بدأ التضييق على الفريق بتنظيم مباراتين للفريق يومي الأربعاء والسبت ضمن الدوري اللبناني، في أسبوع سفرهنّ. ويوم الأحد سافر الفريق إلى المملكة الأردنية للمشاركة في بطولة غرب آسيا. ولعب الفريق 4 مباريات خلال أسبوع واحد، وفاز ببطولة غرب آسيا، وحين عادت الفتيات وجدنَ في انتظارهنّ، بدل التهنئة، مباراتي انتهاء الدوري اللبناني 2022، يومي الأربعاء والسبت أيضاً، ما تسبّب بحلولهنّ في المركز الثاني في الدوري، بدل الفوز بالبطولة، بسبب التعب المتعمّد الذي تسبّب لهنّ أمير السرّ به.
وبدا تواطؤ أمين السرّ واضحاُ في بيان حلّ الفريق الذي تحدّث عن "الغرور الذي أصاب أعضاء الفريق بعد إحرازه لقب بطولة غرب آسيا الأسبوع الماضي في مملكة الأردن الشقيق وما تبع ذلك من حفلات "فولكلور" واستعراض لا طائل منه، لدرجة أنّه تمّ بيع النادي إلى شخص كويتي لم نسمع به من قبل في يوم من الأيام". وهو بيان صدر من النادي لكنّه غير مذيّل بأيّ توقيع أو ختم رسميّ.
للتوضيح أعلنت الفتيات أنّ المشجّع الكويتي "هو عضو في الهيئة الإدارية شارك في التبرّع لدعم الفريق، دون أي مقابل"، وأن لا صحّة لبيع الفريق على الإطلاق. بل وكيف يمكن بيع الفريق وهو متعاقد مع نادي الصفاء. وذكّر الفريق بأنّ نور الغضبان "أسّست ثلاث فرق عمرية: دو 17 سنة، ودون 19 سنة، وفريق السيدات، منذ 2019، وخلال 3 سنوات فقط".
يضع الفريق هذه المعلومات في تصرّف الرأي العام، ووسائل الإعلام، للإضاءة على نقطة الضوء النسوية هذه، مقابل التنمّر والتواطؤ والعدوانية الكبيرة التي مارسها أمين سرّ النادي ضدّ فتيات في سنّ الورد بذلنَ كلّ غالي في سبيل رفع اسم لبنان عالياً، ولم يتلقّينَ غير المهانة والغرامات والأذى.
وختامها مسك، فهنّأ "الاتحاد اللبناني لكرة القدم" الفتيات البطلات بعقوبات جاحدة بحقهنّ بعشرات ملايين الليرات.