سمعنا بالأمس معزوفة جديدة مُبتكرة أطلقها فخامة الرئيس عون، فهو سيُغادر قصر بعبدا في حال كان يوم الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول القادم طبيعياً، فترك اللبنانيين لا يدرون أشرّاً أراد رئيسهم "القوي"، أم أراد بهم رشَدا! إلاّ أنّهم سرعان ما توجّسوا خيفةً ورهبةً من أن يكون الرئيس عون عازماً على البقاء في كرسي الرئاسة الأولى بعد انتهاء ولايته في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول القادم، ذلك أنّ اليوم الطبيعي الذي اعتاد عليه اللبنانيون، هو اليوم الذي تتوفر فيه الخدمات العامة من كهرباء ومياه شفة ومدارس وجامعات ومستشفيات ومواصلات، ونقد وطني سليم ومُعافى، وقطاع عام يعمل بكفاءة مقبولة، والسلاح محصورٌ في أيدي القوى العسكرية والأمنية الشرعية، وقرارات الحرب والسلم بيد المؤسسات الدستورية، وقادة الأحزاب والميليشيات يخضعون لحكم المؤسسات الأمنية والقضائية، مهما علا شأنهم وصراخهم.

 


هذا ما اعتاد عليه اللبنانيون، وهذا ما هو طبيعي عندهم، وهذا لن يتحقق في غضون ستة أو سبعة أسابيع تفصلنا عن انتهاء ولاية الرئيس عون، لذا أيها اللبنانيون، لا تتفاجئوا من بقاء عون في القصر بعد انتهاء ولايته، فهذا هو اليوم الطبيعي بلا هوادة عند من تجرّأ على خرق الدستور المرّة تلو الأخرى، بلا حسيبٍ ولا رقيب.

 


ذكر سهيل بن أبي صالح عن أبيه: كان أبو هريرة إذا استثقل رجلاً قال: اللهم اغفر له، وأرِحنا منه، أمّا اللبنانيون فسيقولون يوم نهاية حكم عون المشؤوم: اللهم أرحنا من ميشال عون وحاسبْهُ حساباً عسيرا.