على صعيد مستجدات الترسيم، ففيما أطلّ شهر ايلول، الذي سبقته مخاوف من تصعيد محتمل ربطاً بإعلان اسرائيل البدء باستخراج الغاز من حقل «كاريش»، ومع الترويج المتتابع من قبل بعض القنوات للتهديدات الاسرائيلية، يسود الغموض ملف ترسيم الحدود البحرية في كل مفاصله، وكذلك لا موعد محدداً لزيارة جديدة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما قاله أمس مسؤول في البيت الابيض الأميركي: إنّه وفي حين لم يَقم المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين بزيارة لبنان و«إسرائيل» في الاسابيع الماضية، إلا أنه يستمر في جهوده الحثيثة للوصول الى اتفاق في النقاشات حول ترسيم الحدود البحرية.
وأضاف: إننا مستمرون في تضييق الثغرات بين كل الافرقاء، ونعتقد ان تسوية مُستدامة ممكنة ونرحّب بالروح الاستشارية لدى الطرفين للتوصّل الى حل.
وتابع: الديبلوماسية المكوكية هي ببساطة إحدى عناصر العمل الصارم التي ينتهجها الفريق الاميركي لمعالجة هذا النزاع، وهوكشتاين يتواصل بشكل يومي مع المسؤولين الاسرائليين واللبنانيين، بمَن فيهم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب.
ولفت المسؤول إلى أنّ حل النزاع حول الحدود البحرية هو أولوية لإدارة الرئيس بايدن، مؤكداً أنهم يؤمنون إيماناً راسخاً بأنّ الاتفاق سيوفّر استقرارا مستداما وازدهارا اقتصاديا للبلدين.
ُّيشار في هذا السياق الى ان الاعلام الاسرائيلي ما زال مستمرا في بث اجواء تفاؤلية حول ملف ترسيم الحدود، وآخر ما نشر في هذا المجال «انّ ثمة مؤشراً على أن المفاوضات بلغت مراحلها النهائية، يتمثّل في أن إسرائيل نقلت ملف ترسيم الحدود مع لبنان من مكتب وزير الطاقة إلى رئيس الوزراء».
وبحسب الاعلام الاسرائيلي، فإنّ نقاط المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة تحوّلت للتركيز على التعويضات، وكمية الغاز، لدى كل طرف على الحدود البحرية. واذا كان لبنان واسرائيل لم يتوصّلا بعد إلى اتفاق نهائي، إلا أنه يعتقد أن هناك «تقارباً كافياً» بين المواقف من أجل بدء العمل على اتفاق، قد ينجم عنه إما تقسيم حقول الغاز التي قد تتقاطع على خط الحدود البحرية، أو الحصول على تعويضات مالية».
ووفق ما نُشر ايضاً، فإنه من المتوقع أن يتوجّه آموس هوكشتاين إلى فرنسا خلال الأسابيع المقبلة للقاء قادة شركة «توتال إينرجيز»، التي تملك حقوق التنقيب في مياه لبنان الإقليمية.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن قناة «12» العبرية، مؤخراً أن لبنان واسرائيل سيؤسّسان حقولهما الخاصة بمسافة فاصلة تبلغ 5 كلم. وأشارت القناة إلى أن الحواجز الفاصلة من شأنها ردع أي تهديد قد يشكّله «حزب الله» على الحقول الإسرائيلية.