ليس بخطوة الواثق بقدر ما هي خبرة الخبير السياسي الذي يسبق كل سباق إستحقاقي ويحدّد مسبقاً عناوين كل مرحلة برموزها وأشخاصها وهذا ما أكده سياسي شيعي بارز داخل تنظيمه ولامع في تظهير الصورة السياسية جلية في المشهد اللبناني القاتم .
على عتبة نهاية عهد سياسي تنتظر آخر ساعاته أباريق الفخّار وتتزاحم السيناريوهات من كل حدب وصوب والتي لا تغفل في كثير من كبواتها إمكانية أن تطول كبوة العهد في القصر الرئاسي إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً إستناداً إلى تجربة الجنرال في مثل هذا الإستحقاق ولم تخف أوساط عونية وجبرانية من صوابية هذا السيناريو المُعد من قبل من تعوّدوا على إدارة العهد وفق رغائبهم .
مقابل هذا الإحتمال الشائع ثمّة من يرى عكس ذلك تماماً بإستبعاد هذه الخطوة من قبل فريق الرئيس لإعتبارات دستورية فيها مخالفة واضحة ولإعتبارات لبنانية وإقليمية ودولية لا تساعد العونيين على إجتراح مخالفة بغية مواجهة مخالفة تشكيل حكومة .
تحداه في مقابلة تلفزيونية بعد أن رفع إيلي الفرزلي الصوت عالياً على جبران باسيل في أن يبقى الرئيس في قصر بعبدا بعيد إنتهاء ولايته مستنداً في ذلك إلى وضع التيّار العوني الفاقد للشرعية المسيحية والعربية وبداية تنكّر حليفه حزب الله إلى تصرفات جبران المتمسكة بوهم الرئاسة .
في العودة إلى إحدى القطب المخفية في إبرة الرئيس بري للواقع اللبناني تجلى الموقف بشكل واضح بنهاية جبران مع نهاية العهد وكل مساعه قائم على حفظه من أي قصاص قانوني وبات سليمان فرنجية صاحب " الفخامة " وليس صاحب الفرصة الأوفر حظاً بين مطروحين لرئاسة الجمهورية .
ويضيف بدون أيّ شك أو تردّد في قوله بأن المعضلة العونية محلولة ولا إمكانية بعد لعرقلة تفاهم قائم بين أكثرية سياسية ترى في فرنجية الحل الأفضل للخروج من الأزمة وفي مقدمة هذه الأكثرية حزب الله الذي تحفظ على خياره الرئاسي السلبي وبات مقتنعاً بضرورة التغيير في نمطية الصورة الرئاسية بعد تجربة العهد المرّة .
يبدو أن إحتمالات القوى المسيحية غير ملحوظة من قبله أو انها غير مجدية بنظره لإفتقادها لأي تأثير يُذكر وهذا ما يضع المجلس النيابي المعني المباشر بالإستحقاق الرئاسي تحت مطرقة الرئيس بري وتبدو معها القوى الأخرى مجرد دعاية مؤقتة زال وهجها خاصة وأن صعوبة الإختلافات القائمة مابين كتل ( المعارضة ) باتت على شهرة واسعة في إختلافاتها وهذا ما قيدها وجعل منها كتلاً مستنوبة لا أكثر طالما أنّها غير حاضرة وجاهزة بعد لتحالف بالقطعة مع حزب القوّات اللبنانية بإعتبار كتلته الكتلة الممكنة لتغيير مجرى المجلس النيابي وما أقوال النائبة يولا يعقوبيان بحق القوّات اللبنانية كشريك محاصص للطبقة السياسية الفاسدة وإستحالة التلاقي أو التعطي معها كونها منها وفيها إلاّ شهادة حيّة على نتائج الإستحقاق الرئاسي التي تعطي فريق ( 8آذار ) قوّة السيطرة وتجعل من مواقفهم ليست مجرد تحليل وهمي أو وهني بقدر ما هوحاصل فعلي ومؤكد لذا تبدو جملة جبران برا وفرنجية جوا مضمونة النتائج ما لم نشهد مفاجأة مسيحية تعيد تحالف معراب بين العونية والجعجعية بالمقلوب فيصبح جعجع رئيساً وجبران محاصصاً سياسياً .
يجمع اللبنانيون على ضغث تلاقي جبران – جعجع على خلفية تأييد الثاني رئيساً ولكن كثيراً من الأحلام باتت وقائع وحقائق وليست مجرد أضغاث .