طالعتنا جريدة الاخبار اليوم بمقابلة حصرية وخاصة اجراها المناضل الاممي حليف كوبا وفنزويلا ابراهيم الامين، مع ما أسماه " قائد جهادي كبير " بدأ سيرته الجهادية منذ معركة الخندق ومرورا بأحد والنهروان وصولا الى معركة خلدة التي يذكر فيها مجموعته "الخمينية" واسرهم لدبابة اسرائيلية هناك، ولو ان مقاتلي الحركة "الزعران" عملوا على السطو عليها بعد ذلك !!
الانطباع الذي ينتابك وانت تقرأ ما جاء بالمقابلة تدرك سريعا ان الاخ " القائد الجهادي" هذا ما هو الا شخصية وهمية اخترعها بوب بنفسه ومن خلالها فتح خزنة مخيلته المليئة بالاوهام اليسارية العتيقة مع استعارات لمصطلحات لا تزال معشعشة في ذاكرة الكاتب من حقبة عبد الناصر وانتصاراته العظيمة التي كان الصحفي احمد سعيد يخبرنا عن تفاصيلها المملة.
ما أخشاه بعد قراءة المقال ان يكون ابراهيم الامين يعكس من خلالها رؤية الحزب وقيادته وصانعي القرار فيه، وبالتالي ان يكون كاتب تلك السطور وما تحتويه من حكايات وبطولات واوهام قوة قادرة بحسب السردية اياها على تدمير ليس فقط جيش العدو الاسرائيلي وبناه التحتية والفوقية وما بينهما وانما على تدمير اميركا معها اذا ما فكرت هي الاخرى بمد يد العون لربيبتها وحليفتها اسرائيل كما جاء بالمقالة.
ما اخشاه ان تكون قيادة الحزب تفكر بنفس هذه الاوهام التي نسمعها منذ ما قبل قيام الكيان الغاصب واتمنى ان تندرج حكايات ابراهيم الامين ورواياته التي تشبه الى حد كبير قصص عنتر بن شداد وزيد الهلالي في ليالي الشتاء، بما يسمى بالحرب النفسية التي يدعي الحزب بانه يبرع بها مع العدو، ولو ان هذه الاسطوانة باتت من مخلفات الماضي البعيد، والتي تذكرنا باساليب المخابرات السورية والمراقبة من خلال ثقب الجريدة.
ففي حين يتصور ابراهيم الامين وامثاله بان جنرالات العدو وضباط الموساد سوف يقرأون مقاله حتما وبالتالي سوف يحسبون الف حساب لما جاء فيها وقد تساهم هذه المقالة ومثيلاتها من التهديدات التلفزيونية بتدمير تل ابيب بدقائق معدودة أو تدمير ناقلة النفط وامثال ذلك من العنتريات، بالوقت الذي نسمع يوميا عن قصف مخازن وشحنات اسلحة في العمق السوري وكان اخرها يوم امس حين كان صاحب المقالة يكتب كلماتها، وفي حين نسمع ان مجموعة من الموساد الاسرائيلي قد استجوبت ضابط كبير بالحرس الثوري وفي قلب طهران وهذا يأخذني بالذاكرة واستحضار ما كتتبه محمد الماغوط في مقدمة احد كتبه كإهداء الى رئيس مخابرات مصر الذي كان يعلم عدد عشيقات رئيس وزراء العدو والمطاعم التي كان يرتادها ونوع العطر المفضل لديه، ولكنه عجز عن معرفة متى ستقوم طائرته بقصف مطار القاهرة والقضاء على الاسطول الجوي.
فقد تعودنا ومنذ ال48 كيف ان القائد الجهادي يقول ويصرح ... فيما اسرائيل تفعل .