في رواية أخرى انّ تأخير يوم عن الموعد الذي تردد انه سيزور فيه قصر بعبدا، أي امس، يتوجّه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اليوم الى بعبدا باكراً للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون بعدما كان قد تبلّغ منه بالمراسلة رفضاً لاقتراحه الاخير…
وقالت مصادر متابعة لملف التأليف لـ«الجمهورية» ان ميقاتي هو مَن بادرَ الى طلب اللقاء مع عون، ولو ان سجاله مع باسيل أثّر على تواصله مع رئيس الجمهورية لما كان اتصل، ما يعني انّ الرجل يفصل بين السجال السياسي وملف التأليف الحكومي».
وكشفت المصادر ان عون يرفض خفض حصته في تشكيلة ميقاتي لأنّ تغيير المقعد الدرزي وطلب ميقاتي ان يسمّي جنبلاط البديل منه او اختيار اسم يوافق عليه يعني ان عون يريد بديلاً منه، فمِن حصة مَن يكون البديل المسيحي؟ ومعروف ان الوزراء المسيحيين من خارج حصة عون هم وزراء الاعلام والاتصالات والشباب والرياضة والتنمية الادارية بالاضافة الى نائب رئيس الحكومة.
واضافت المصادر: هذه هي النقطة الاساس في التفاوض وشرط الاتفاق وعندما يتم ينتقل البحث الى الطرح الثاني وهو توسعة الحكومة الى 30 بزيادة 6 وزراء جدد موزعين على كل الطوائف يؤمّنون الغطاء السياسي للحكومة، وفي حال حصل فراغ رئاسي يكونون سياسيين وليس حزبيين ويمثلون مباشرة الاقطاب، فإذا تم انتخاب رئيس جديد في الموعد لا ضير وتعتبر الحكومة مستقيلة، اما اذا تعذر الامر فتكون الحكومة كاملة الاوصاف والتمثيل والصلاحيات، اي حكومة بوجهين تحلّ مشكلة التأليف وتتحمل المسؤولية عند الفراغ وهذا خيار مطروح مكمل للخيار الاول ولكن هل يقبل به ميقاتي؟ تسأل المصادر.
وقال مصدر حكومي لـ«الجمهورية» ان «لا قرارات مسبقة لدى ميقاتي الذي يريد التشاور مع رئيس الجمهورية في خياراته وعلى ضوئها يقرر الخطوة التالية».
وسأل مصدر سياسي رفيع عبر «الجمهورية»: هل تحمّل البلد حكومة من 24 ليتحمّل الآن حكومة ثلاثينية ونحن على ابواب استحقاق رئاسي؟ فكلما قصر عهدها وتحددت مهمتها كلما كانت الحاجة الى ان تكون مصغّرة متجانسة والا نحن نقول اننا نشكّل حكومة رئاسة اولى وليس سلطة تنفيذية، وهذا ما لا يجب ان يكون في حسبان احد». واستبعد المصدر ان يقبل ميقاتي بهذا الطرح، كذلك استبعد ولادة حكومة في الظروف السائدة حالياً.
وكان عون قد عرضَ امس مع زوّاره للاتصالات الجارية بينه وبين ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، ونقل بعض هؤلاء الزوار عنه تأكيده رغبته «بتشكيل حكومة جديدة بالاتفاق مع الرئيس المكلف ووفقاً للقواعد الدستورية والشراكة الوطنية»، مؤكداً انّ «البحث مفتوح ومتواصل بينهما وسيستمر خلال الساعات القليلة المقبلة على امل الوصول الى تفاهم».