أن تجلس إلى السفير السعودي في لبنان وليد بخاري أكثر من ثلاث ساعات فسوف تجده لبنانيا أكثر بكثير من بعض اللبنانيين، كنا نعرفه كسفير للمملكة العربية السعودية في لبنان، وخلال اللقاء معه بدا لنا أنه لبنانيا أكثر منا، يعرف عن لبنان أكثر منا، يحمل همّ لبنان أكثر منا، وليس هذا فحسب فإن الحفاوة التي استقبلنا بها كانت كفيلة بأن نعرف أكثر عن المملكة وضيافتها وتراثها وعروبيتها في تلك الخيمة التي تتحدث في رمزيتها عن عمق الأصالة العربية والضيافة العربية والتراث العربي السعودي، حيث وضع سعادة السفير جانبا كل البروتوكولات الدبلوماسية وكنا أمام لبنانيّ يتقن لغتنا ويعرف هواجسنا وهمومنا وحتى أحلامنا.
لم يكن اللقاء بين أسرة موقع لبنان الجديد والسفير السعودي مجرد لقاء صحفي بل تعدى ذلك إلى ما هو أكثر بكثير، فكان لقاء وافرا بالمحبة عميقا بالدلالات على أن ما بين المملكة العربية السعودية ولبنان وشعب لبنان الكثير من الودّ والورد الذي كان يحيط بالمكان وزواياه.
أن تتعرف إلى السفير وليد بخاري وتستمع إليه ستضع جانبا كل ما سمعته وتسمعه في الإعلام حول المملكة ومواقفها ورؤيتها سواء على الساحة اللبنانية والعربية أو في الداخل السعودي.
وستعرف أيضا أن مقولة "الإنكفاء السعودي" عن لبنان ما هي إلا هرطقات إعلامية يهدف أصحابها إلى النيل من المملكة ودورها، وهو أمر يؤكده السفير بإطلالته الواسعة على الواقع اللبناني بكل تفاصيله وبكل قضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إذ يؤكد أن المملكة حاضرة دائما إلى جانب الشعب اللبناني وتلك توجيهات سموّ الامير محمد بن سلمان الذي يؤكد على الوقوف الى جانب لبنان وشعبه، وهو ما أشار إليه سعادة السفير بخاري الذي شرح مطولا نشاطاته واستقبالاته ومبادراته السياسية والاجتماعية والتي لا تدع مجالا للشك أن المملكة حاضرة وبقوة وفي شتى المجالات وهي على تواصل دائم مع كل أطياف المجتمع اللبناني السياسية والطائفية ولا تستثني أحدا وتعمل دائما على مد الجسور والحوار والتلاقي مع الجميع.
ولما كان وفد لبنان الجديد والمركز العربي للحوار والدراسات يغلب عليه الحضور "الشيعي" فقد كان سعادة السفير بخاري حريصا على توضيح رؤية المملكة تجاه المكون الشيعي ولعل البعض تفاجأ بمدى الحرص والإهتمام السعودي بالمكون الشيعي اللبناني وأن المملكة تولي اهتماما خاصا بهذا الشأن وأن الشيعي هو كأي مواطن آخر دون تفرقة أو تمييز في لبنان وغير لبنان وكل كلام غير ذلك هو مجرد افتراءات وله أغراض سياسية معروفة أهمها بث الحقد والكراهية ضد المملكة.
واستعرض سعادة السفير مدى عمق العلاقة بين المملكة والمكون الشيعي اللبناني منذ سنوات طويلة ليتحدث عن الإمام السيد موسى الصدر والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وجمع كبير من المفكرين والسياسيين الذين كانت تربطهم بالمملكة وقيادتها أفضل العلاقات، ليؤكد سعادة السفير على أن ذلك هو الأساس في تصور المملكة ورؤيتها تجاه الشيعة في لبنان مستعرضا الكثير من الأحداث التي تؤكد عمق هذه العلاقة وثباتها واستمراريتها.
ثلاث ساعات مع السفير السعودي كانت كافية لأن تخرج بنظرة جديدة عن المملكة ودورها ورؤيتها المحقة تجاه لبنان والشعب اللبناني بالدليل والبرهان، ولتتأكد أكثر أن الإساءة للمملكة هي خطيئة بحق لبنان قبل أن تكون خطيئة بحق المملكة.
في النظرة إلى لبنان الدولة كان سعادة السفير واضحا أيضا إلى أبعد مدى مستذكرا وقوف المملكة إلى جانب لبنان في جميع المراحل، ليقول سعادة السفير: "منذ ما قبل الازمة الحالية منذ عام 2011 كنا نحذر مما وصل إليه لبنان اليوم ومنذ 2018 قلنا أن لبنان دخل مرحلة الخطر خطر الإنهيار"
وهذا كافيا لنعرف أكثر نحن اللبنانيين أن هذا الحرص وهذا الخوف على لبنان ما هو إلا في سياق حرص الأخ على أخيه .
كما أكد سعادة السفير بخاري أن المملكلة العربية السعودية ماضية في تطبيق الرؤية الإستراتيجية التي وضعتها القيادة وفيما يتصل منها بالداخل والخارج، وأن المملكة ماضية بتحقيق أهدافها مما يجعلها في قلب العالمين العربي والإسلامي.
مؤكدا أن المملكة ستضع كل قوتها الاستثمارية لخلق اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة، وهي اليوم تسخر المملكة موقعها الاستراتيجي لتعزيز مكانتها كمحرك رئيس للتجارة الدولية ولربط القارات الثلاث: أفريقيا وآسيا وأوروبا، وكل ذلك سيكون له تأثير كبير ايجابي وحقيقي على لبنان.
وينتهي اللقاء بتأكيد الاهتمام بلبنان وشعب لبنان أيا تكن الحملات والإساءات لتتأكد أن رسالة المملكة هي رسالة محبة وسلام والاستمرار في جهود التلاقي ومدّ جسور الحوار بين جميع اللبنانيين والحرص على أفضل العلاقات بين المملكة وقيادتها وشعبها وبين لبنان وشعب لبنان.