زعموا، ومن بينهم المحلّل السياسي جوزف ابو فاضل، بأنّ الرئيس ميشال عون كان قد همّ بتوقيع قانون السرية المصرفية، المُحوّل من مجلس النواب إليه، ذلك أنْ لا قانون ينفذ في هذا البلد، بدون توقيع رئيس الجمهورية،(ومع ذلك يتباكون على صلاحياته المبتورة)، إلاّ أنّ الأمر ساء بعدما تناهى إلى سمع صهر الرئيس القوي جبران باسيل عزم عون على توقيع ذاك القانون فحضر مسرعاً إلى القصر الرئاسي( والذي تحول بفضله وفضل عمّه إلى مغارة عجيبة غريبة)، مُتّهماً الرئيس بأنّ مسّ الخرف قد أصابه، وخلاف ذلك، من أين له أنْ يُوقع مراسيم على هذه الدرجة من الأهمية، دون استشارته وأخذ إذنه، وعليه، منعه من التوقيع، بعد أن علا صراخه في وجهه، وقيل بأنّ أصداء صراخه هذا وصل إلى مسامع القابع في دهاليز الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، فقال: يا سبحان الله ومن هو هذا جبران باسيل حتى يتحكّم بمن كان سبباً في بزوغه وصعوده، وطغيانه، وتذكّر يوم قال الحجاج بن يوسف الثقفي للخليفة الأموي عبدالملك بن مروان : لو كان رجلٌ من ذهب، لكُنتَه، قال عبدالملك: وكيف ذلك؟ قال: لم تلِدني أمَةٌ بيني وبين آدم ما خلا هاجر، فقال له عبدالملك: لولا هاجرُ لكُنتَ كلباً من الكلاب.