أكد رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري من خلال برنامج "كل مواطن سياسي" مع طوني نصّارعلى إذاعة لبنان الحرّ، بأن الطائفة الشيعية لا يمكن أن تُختصر بحزبٍ ولا بحركة، ولكن هناك حزب فاعل في الساحة الشيعية استطاع من خلال العمل الفاعل والدعم الكبير على مرّ سنواتٍ عديدة أن يكسب غالبية الرأي العام بعد ما قدّمه من أعمال مشرفة في حربه ضدّ العدو الإسرائيلي. ولكن هناك أكثرية صامتة في الطائفة الشيعية لا تقبل بأن تُحتسب على الثنائية المسيطرة، ولكنها لم تحظى بالدعم والاحتضان، أو لم تقبل بأن تكون  ثقافتها وعقيدتها من خارج ثقافة الدولة اللبنانية، لذلك لم تبرز على الساحة بشكلٍ قوي.

وفيما يخصّ تهديدات الجيش الحر للأراضي اللبنانية رأى الجوهري بأن الثورات العربية عودتنا ان يكون لديها انفعالات ومواقف لا تميّز أحيانا بين ما يصبّ وما لا يصب في مصلحتها، وفي لبنان انقسام نصفي في تأييد الثورة السورية، وعلى الجيش الحر أن يراعي على الأقل مؤيدينه في هذا البلد، حتى ولو أن هناك فريق لبناني انزلق في الوحول السورية، فالثورة ستربح أكثر عندما تجنّب لبنان، خشية أن ينقلب الرأي العام المؤيّد للثورة عليها.

 ورأى بأن السيد حسن نصرالله صاحب قرار في لبنان وفي طهران، وقادر على نصرة فريق إيراني على الآخر، ولم يصل إلى هذه المكانة إلا من خلال الطاعة العمياء لسياسة ولاية الفقيه.

وشدّد على أن الوضع في سورية معقّد جداً ويؤسس للمشهد القادم في المنطقة، والنظام السوري كدولة "اهترأت" ولكن من أصول اللعبة السياسية الدولية ان يبقى الرئيس بشار الأسد، ليتم إنهاك الطرفين في الصراع، لأن الذي سيبقى بالنهاية سيكون مُنهكاً وبالتالي سيرضى بكل الشروط التي ستُملى عليه.

مؤكداً بأن سلاحه هو الكلمة، وإن الحل لا يمكن أن يكون بالسلاح ولكن بالتعقّل والأخلاق والحكمة، وعلى كلّ انسان أن يعمل على نفسه لنزع الحقد والضغينة من قلبه ليقبل الآخر ويساعده على تقبله. والشيعة عندما يريدون حماية مستقبلهم عليهم أن يلوذوا بالدولة وبمشروع الدولة، ليكون كلّ المكوّن اللبناني جاهز للدفاع عنهم إذا ما تعرّضو لتطرّف المتطرّفين، والشيعة ليست لديهم قدرة على تحمّل أربعين سنة من الظلم الذي عاث فساداً في سورية، ومن المُعيب أن نتحمّل كلّ أوزار تلك الحقبة من خلال وقوفنا إلى جانب النظام السوري.

وفي معرض الحديث عن علاقة الشيخ عباس الجوهري بالسيّد حسن نصرالله، أشار الجوهري إلى ذلك قائلاً: "أحبّ هذا الرجل لكن لا أحبّ له الخطأ، وأقدّره كثيراً، واعتقد بأنه يكنّ لي قدراً من المحبّة". وكان يتأمل خيراً بتحالف عون مع حزب الله عسى أن يستطيع الذوق المسيحي ان يهدّئ من رَوع الشيعة، ولكن الذي حصل عكس ذلك، فأضاف الشيعة على عون مسحة من الجنون على جنونه. بينما رأى رئيس اللقاء العلمائي في موقف سمير جعجع تعقّلاً وحكمة، ولم يعارض إرادة الشعب السوري، ولم يكن لديه تخوّف من وصول السنة إلى الحكم في سورية على الرغم من أن ذلك قد يهدّد وجوده المسيحي. وسمع في سعد الحريري عندما قام بزيارة المرجعية الشيعية وضريح الإمام علي (ع) في العراق صوتاً يقول انا لست ضد الشيعة ولكنني أتعارض مع بعض الأحزاب الشيعية في لبنان.