اعتاد اللبنانيون على الوزير السابق جبران باسيل يجمع حوله أقرانه من الفاسدين، وشذّإذ الآفاق، لِيُحاضر في العِفّة، وهو مُتزيّنٌ كالمومسة، حتى تفاجأ اللبنانيون بالأمس بغبطة البطريرك الراعي يستقبله في الديمان( المقر الصيفي للبطريركية)، ليملأ جبران باسيل الناس كذباً وضلالاً، وشعوذةً وحقداً، والأنكى من ذلك أنّه يطلب من اللبنانيين إعادة تجربة عمّه ميشال عون في الاستحقاق الدستوري الرئاسي القادم، باعتبارها تجربة ناجحة، وهي ماثلة للعيان، وكأنّ اللبنانيين لا يكتوون يومياً بلضى جهنم التي أرداهم فيها عهد الرئيس عون "القوي"، صاحب "الشعبية" الكبيرة، ومالِك الكتلة النيابية "الوازنة"، والتاريخ العسكري "المجيد".
عتبُ اللبنانيين الكبير اليوم ليس على جبران باسيل، فهذا دأبه، وهذا ديدنه، وهذا معدنه الزائف، عتب اللبنانيين العظيم عليكم يا غبطة البطريرك، أنتم من يدعو بلا هوادة لحياد لبنان عن صراعات المنطقة التي حملت إليه المصائب والكوارث على كافة الصُعد، أنتم من يدعو بحزمٍ وصلابة لاسترداد سيادة البلد واستقلاله ممن استباحوها وما يزالون، العتب كبيرٌ، والإستهجان فظيع، والإشمئزاز أفظع يا صاحب الغبطة، فما كان حريّاً بك أن تستقبل وتستضيف "ذِمّياً" مأجوراً فاسداً، أودى بالبلاد والعباد إلى الدمار والهلاك، تنفيذاً لرغبات أسياده في حزب الله، وامتثالاً لمصالحهم وارتكاباتهم، وعلى كلّ حال، وإن كان لا يحسُنُ بمثلنا أن يعظ مثلكم يا صاحب الغبطة، إنّما يمكن لنا ولكم أن نستلهم، ونقتدي بما قاله عيسى بن مريم عليه السلام، عندما قام خطيباً في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل، لا تكلّموا بالحكمة عند الجُهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تُكافئوا ظالماً، فيبطل فضلُكم، يا بني إسرائيل الأمور ثلاثة: أمرٌ تبيّن رُشدُه فاتّبعوه، وأمرٌ تبين غِيُّه فاجتنبوه، وأمرٌ اختُلِفَ فيه، فإلى الله رُدّوه.