المعروف أنّ الخليفة عمر بن الخطاب شاطر عمّالَه أموالهم، أي قسم أموال الولاة على الأمصار قسمين: قسمٌ لهم، وقسم لبيت المال، أي الخزينة. فسُئل مالك بن أنس: من أين شاطر عمر بن الخطاب عماله؟ فقال: أموالٌ كثيرة ظهرت

عليهم، وإنّ شاعراً كتب إليه يقول:

نحُجُّ إذا حجّوا ونغزو إذا غزوا

فأنّى لهم وفرٌ ولسنا بذي وفرِ

إذا التاجرُ الهنديُّ جاء بفارةٍ

من المسك راحت في مفارقهم تجري

فدونك مال الله حيثُ وجدتهُ

سيرضون-إن شاطرتهم-منك بالشطرِ.

 

من أين لنا بحاكمٍ عادلٍ حازمٍ كعمر بن الخطاب، يشاطرُ المسؤولين والمتنفذين، والرؤساء والوزراء والنواب، وأصحاب البنوك والمُتعهدين والشركات المتعاونة مع الدولة، وشاغلي الأملاك البحرية والبرية، وزوجات المسؤولين وأبنائهم، أموالهم التي فشت وظهرت للعيان والقاصي والداني.