المهدي الايراني يتحالف مع الفساد والفاسدين ويناصر الطواغيت والمجرمين، ويملأ الارض في العراق واليمن وسوريا ولبنان فقرا ودمارا وقتلا ومذهبية وجوعا وتحلل للدولة المركزية كرمى لعيون ان يقف مسؤول ايراني ويتبجح بانه يسيطر على اربع عواصم عربية، فيما المهدي اللبناني لا هم عنده الا القضاء على الفساد والمفسدين ليملأ الارض قسطا وعدلا، وان الفرق الشاسع بين التشيع اللبناني والتشيع الايراني، هو تماما كالفرق بين التشيع الصفوي والتشيع العلوي كما قال المفكر الايراني الكبير علي شريعتي .
 

ذكرني اللقاء المتلفز بالامس الذي اجراه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة مرور اربعين سنة على انطلاقة الحزب، وثلاثون سنة على توليه منصب الامين العام، اللقاء الذي دام لاكثر من ثلاث ساعات على شاشة الميادين، ذكرني بواقعة استقبال الرئيس السوري المقبور حافظ الاسد، لوفد رفيع جاءه زائرا من كوريا الجنوبية، ومن المعروف عن إجتماعات حافظ الاسد انها كانت تمتد لساعات وساعات متواصلة ترهق الزائر وتضجره، وبعد انتهاء ذلك اللقاء سأل احد الصحفيين الكوريين رئيس الوفد عن مجرياته، فكانت الصدمة غير المتوقع بجوابه حين اخبره ان حافظ الاسد استمر طوال اربعة ساعات وعشر دقائق يشرح لنا عن الديمقراطية في سوريا 

 


وكذلك كان حال لقاء الامس، فمن تابع حديث نصرالله يدرك سريعا بان الرجل منسلخ عن الواقع تماما، أو فلنقل انه يتعمد بان يكون منسلخ وبأن يأخذ جمهوره ومستمعيه الى عالم لا وجود له على ارض الواقع المعاش، فيحدثنا عن القوة وعن النجاحات والانتصارات وصلابة العهد وعزة اللبنانيين والدولة والقضاء والاستقرار الامني والازدهار ونهاية الكيان الاسرائيلي وعدم تدخل ايران واستقلالية قرار الحزب وعشرات العناوين الغير موجودة الا في مخيلة السيد، فيما البلاد تشهد ابشع ازمة وجودية.

 

 

واحدة من هذه العناوين التي استوقفتني كثيرا، هو حديثه عن الهوية والانتماء واستحضار الفكر الشيعي التاريخي واسقاطه على الحاضر في معرض دفاعه عن تهمة " الايرنة " والتبعية لنظام ولاية الفقيه،والقول بأصالة الوجود الشيعي التاريخي في لبنان مما يؤكد اصالة هويتهم اللبنانية بحسب ادعاءاته 

 


هذا في حين ان من بديهيات القول بأن الانتماء الوطني والايمان بلبنان كوطن نهائي لجميع ابنائه لا علاقة له البتة بالوجود المادي، ولا بحمل مستندات تثبت هذا الانتماء، والا فيمكن القول حينئذ بان الجهود الجبارة التي بذلها الامام الصدر لادخال الشيعة الى رحاب الهوية اللبنانية والايمان بها واعتبارها غير متناقضة مع الفكر الشيعي الاصيل، هذه الجهود كانت لزوم ما لا يلزم طالما ان وجودهم هو سابق لطرح الامام الصدر !!

 

 

صحيح ان التشيع في لبنان وفي جبل عامل هو سابق لنشأة الكيان اللبناني، الا ان الصحيح ايضا، ان التبعية لنظام ولاية الفقهية واعتبار ان شيعة لبنان هم جنود في جيش " الولي الفقيه " يتصرفون وفق اوامره وحتى رغباته ( كما قال نصرالله نفسه في مكان اخر )، هو تشيع لم يختبره الشيعة اللبنانيون قبل الثورة الخمينية، 

 


وان المهدي الذي انشد له حزب الله نشيد " فرمانده "، هو غير المهدي الذي يؤمن به شيعة لبنان الطامحون للعيش الكريم لا الاذلال امام الافران .

 

 

 فالمهدي الايراني يتحالف مع الفساد والفاسدين ويناصر الطواغيت والمجرمين، ويملأ الارض في العراق واليمن وسوريا ولبنان فقرا ودمارا وقتلا ومذهبية وجوعا وتحلل للدولة المركزية كرمى لعيون ان يقف مسؤول ايراني ويتبجح بانه يسيطر على اربع عواصم عربية، فيما المهدي اللبناني لا هم عنده الا القضاء على الفساد والمفسدين ليملأ الارض قسطا وعدلا، وان الفرق الشاسع بين التشيع اللبناني والتشيع الايراني، هو تماما كالفرق بين التشيع الصفوي والتشيع العلوي كما قال المفكر الايراني الكبير علي شريعتي .