نفذ عمال وموظفو بلدية بعلبك اعتصاماً أمام مدخل البلدية، أعلنوا خلاله التوقف عن العمل حتى تحقيق مطالبهم.
وتحدّث عدد من العمال عن معاناتهم، مؤكدين "راتبنا الشهري ما زال 873 ألف ليرة، وهو لا يكفي حتى لشراء الخبز، ولم تصرف لنا المساعدات الاجتماعية التي أقرتها الحكومة، ولم نستفد من زيادة بدل النقل، ولسنا منتسبين للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، فإذا مرض أيّ عامل أو أيّ فرد من عائلته لا يستطيع تأمين كلفة الطبابة والعلاج، ولا قدرة لنا على تعليم أولادنا. فكيف نستمر بالعمل في مثل هذه الظروف والأوضاع الصعبة؟ لذا نحن سنضطر آسفين إلى التوقف عن العمل والامتناع عن جمع النفايات اعتباراً من اليوم ولغاية إنصافنا وتحقيق مطالبنا بتحسين أوضاعنا وزيادة رواتبنا، وليعذرنا أهلنا أبناء مدينة بعلبك".
بلوق
بدوره، أكد رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق أحقية مطالب العمال والموظفين، وقال: "في الدول التي تحترم مواطنيها وتشملهم برعايتها، يقام تمثال لعمال البلدية، لأنهم أشرف الناس. ففي فصل الشتاء في ظل البرد القارس وتحت الثلج والأمطار يتولى عمال البلدية تنظيف الشوارع والساحات ومجاري المياه، بينما الناس يتحلقون حول المواقد والمدافئ، وفي فصل الصيف تحت الشمس المحرقة يقوم عمال البلدية بعملهم ويرفعون النفايات من الطرقات والأحياء، ويكون الناس في منازلهم المكيفة، فهل يكافئ هؤلاء العمال برواتب متدنية لا تكفي لتأمين رغيف الخبز لعيالهم، دون ضمانات وتقديمات صحية وتعليمية واجتماعية".
وأضاف: "شبعنا قرارات من الدولة لا تسمن ولا تغني من الجوع، وبالأمس اتخذت الحكومة قرارات جديدة بزيادة الرواتب والمساعدة الاجتماعية ورفع بدل النقل، دون تأمين الموارد المالية للبلديات لكي تتمكن من دفع حقوق العمال والموظفين. وحتى الآن لم تسدد الدولة للبلديات مستحقاتها وعائداتها من الصندوق البلدي المستقل".
وأشار إلى أن "العمال ما زالوا يتقاضون رواتب متدنية، ولم يعد طموح العامل تعليم أولاده، بل بات طموحه أن يتمكن من إطعام عياله، وتأمين نفقات الطبابة والاستشفاء والدواء لمن يمرض من أفراد أسرته".
وطالب بلوق أهالي بعلبك بـ"الوقوف إلى جانب العمال ليستطيعوا الاستمرار في عملهم، وعلى الأقل تخصيص مساعدات أهلية لهم لإعانتهم على مواجهة الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي الصعب الذي يعانون منه ويئنون تحت وطأته".
وأكد أن "بلدية بعلبك أصبحت عاجزة، وخلال الشهر الماضي استلفنا مبلغاً من حزب الله لدفع رواتب العمال. ويقدم لنا حزب الله المازوت هبة للآليات لكي نتمكن من جمع ورفع النفايات وري الحدائق العامة، ويوم أمس بمبادرة فردية اجتمعت مع قيادة حزب الله في منطقة البقاع وشرحت لهم أوضاع العمال الصعب، فخصص حزب الله لعمال النظافة في البلدية مساعدة يومية قيمتها 50 ألف ليرة، أيّ بمعدل مليون ونصف شهرياً، ريثما تبادر الدولة إلى دفع مستحقات البلديات".
وختم بلوق: "أعلن العمال الإضراب المفتوح اليوم، وخلال يومين فقط تمتلئ شوارع وأحياء بعلبك السكنية بأكوام النفايات. ألا يكفينا الأمراض واستفحال جائحة كورونا والفيروسات والجراثيم والحشرات، حتى نزيد من الأوبئة وتلوث البيئة؟ لذا حتى لا تتفاقم الأزمة، نطالب وزارة الداخلية والبلديات ووزارة المال ومجلس الوزراء مجتمعاً بتحويل مستحقات ومخصصات البلديات لنتمكن من دفع ما يتوجب علينا لعمالنا وموظفينا".