يصر امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على الدوام الهروب من وجه قضيته، والتفتيش عن مسميات حلول اقتصادية لازمة الانهيار والفقر الذي وصلنا اليه انطلاقا من افكار لا تخرج الا من فوهة البندقية فقط، فهو المأخوذ بنظرية ان البندقية والصاروخ كفيلان باجتراح كل الحلول السحرية لجميع الازمات والمعضلات التي قد تصادف المجتمعات ( لي بدو يجوعنا منقتلو )، ويعتقد ان من يمتلك البندقية فهو يمتلك الخير العظيم.
أطل بالامس على اللبنانين ليخبرهم بمعادلة تشبه الى حد بعيد معادلة زراعة البرندات التي طرحها من قبل كحل مفترض لما يدعيه من حصار على لبنان، تقول بان لا حل امام اللبنانيين للخروج من جحيمهم الا من خلال الثروة النفطية والغازية الموجودة في بحره، للقول بعد ذلك ان هذا الغاز المنتظر لن نستطيع ان نكحل اعيينا بخروجه المبارك لان اميركا واسرائيل هما من يعوقان الافراج عنهما !!
طبعا، السيد هنا وبنظريته المبتدعة هذه، لا يريد تظهير اهمية الغاز ودوره الانقاذي الا بما يدغدغ مشاعر فقراء لبنان وبالاخص موظفي القطاع العام لحشد اوسع تأييد لتصعيده العسكري وتسخين الاجواء الجنوبية، وتخيير المواطن بين الموت جوعا او الموت عزيزا بالحرب!!! ، وانما المقصود هو الاضاءة على تبرير هذا التصيد بلحظة السخونة الاقليمية، ودليلنا على ذلك هو غض الطرف من قبله على كل الفساد المستشري في كل مرافق الوطن ودعمه وتحالفه مع كل من افقر العباد والبلاد، والسيد يعلم علم اليقين بان قليلا من الاصلاحات ان في قطاع الخليوي( نفط لبنان الحقيقي ) أو الكهرباء وهيأتها الناظمة مع رشة خيارات حيادية تعيد لبنان الى الحضن العربي هي كفيلة بالخروج من نفق الازمة، فيأتي بعد ذلك الغاز ليكون نورا على نور
فالحريص على غاز كاريش كان عليه اولا واخيرا ان يطلب من حليفه الاول في بعبدا توقيع تعديل مرسوم 6433 هذا التوقيع الذي ينقل لبنان من خانة المعتدي الى خانة المعتدى عليه ومن خانة الظالم الى خانة المظلوم وبه ( التوقيع ) نكون حققنا نصف الانتصار المزعوم لو ان الغاز والنفط هما الهدف الحقيقي.
إن مقولة السيد بان الحل الاوحد هو في استخراج الغاز واعتبار ان مسيرات او حرب يمكن ان تستدرج بالقوة شركات النفط الغربية العملاقة هو لعمري اضغاث احلام، فالحرب يمكن ان توقف مؤقتا عمل العدو بحقل كاريش ولكنها بالتأكيد لن تساهم بالعمل في حقولنا، مما يعني ان الحرب والتهديد بها ليس مطروحا من اجل الحل الاقتصادي كما هو مدعى،
يبقى السؤال المطروح بقوة الان وفي المستقبل هو: متى سيعي السيد بان الازمة كل الازمة في لبنان هي ليست بنقص موارده وانما بكثرة سارقيه وفي طليعتهم حلفائه الذين يحميهم عمليا ويخاطبهم منتقدا على شاشات التلفاز ؟؟؟ وان العدو الاسرائيلي انما ينعم باقتصاد هو الاقوى في المنطقة ليس بسبب امتلاكه للغاز والنفط وانما بسبب امتلاكه لقضاء عادل ومؤسسات دستورية تعمل وفق الانظمة المرعية، وان اللبنانيين الذين خاطبهم بالامس هم في حيرة من امرهم لانهم بين خيارين كلاهما مر، بين ان يسرق غازنا عدو متربص او ان يسرقه حلفاء السيد المتربصون به ايضا .
وعلى كلا التقديرين فان اللبناني يعتبر ان القطاف الاتي لن يكون الا المزيد من الوهم، وهذا كله بفضل " قوة السيد" .