الإسلام السياسي والعرصات
الإسلام السياسي والعرصاتعلي سبيتي
NewLebanon
عندما عبّر مفتي مصرالشيخ علي جمعة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أصبح عمدة اسطنبول بفضل المومسات وبائعات الهوى في تركيا لم يكن نتيجة للخلافات الناشبة ما بين مصر وتركيا فحسب بقدر ما كان يشير إلى أفعال الإسلاميين المتحركة في دائرة المنفعة السياسية دون النظر أو الإهتمام بحليّة أو حرمة هذه الأعمال وهذا ما ابتكرته جماعة الإخوان المسلمين وساست به أمورها في مصر والعالم العربي والإسلامي وهذا ما علمته لكل الفصائل والتيّارات الإسلاموية .
لم يكن الرئيس تركي وحده من استحق صوت المومسات وبائعات الهوى بل إن صعود جماعة الإخوان ووصولهم إلى الحكم في كل من مصر وتونس استند إلى تأييد العاملات في بيع المتع وتُظهرُ الظاهرة الإسلاموية في كل مصر وقطر ودولة مدى تأييد هذا الصنف من النساء لها ولا حاجة لذكر نماذج فيكفي متابعة وسائل التواصل الإجتماعي لتلامس حقيقة وقوف من ذكرنا إلى جانب تأييد حاد من قبل السافرات وهنّ بنظر الفقه الإسلامي عاصيات طالما أنهن لا يرتدين الحجاب .
رغم نظرة الإسلام الفقهى للمرأة السافرة يحظى الإسلاميون بتأييدهن ويبرز ذلك جلياً في الإستحقاقات الإنتخابية وهن أكثر تطرفاً من المحجبات في تأيدهن لتيّارات وتشكيلات وأحزاب الإسلام السياسي وهن من يتصدرن مشهد الدفاع عن القيادات الإسلاموية وبطريقة تعبدية لا مثيل لها في تعبدات المؤمنات من أهل الحجاب والستر والإلتزام بأوامر ونواهي الفقيه .
ثمّة فيديوهات غريبة عجيبة تظهر فتيات أو نساء نصف عاريات وهن يمدحن رجل دين هنا ورجل دين هناك ويقاتلن من يخالف رأي تيارات الإسلام السياسي وهذا ما ينسحب على كل من له علاقة مباشرة في الصيغة الإسلاموية وبصيغتيها السياسي والجهادي وهن يمثلن موجات إلكترونية هائلة ولسن مجرد أفراد هامشيين واستثنائيين.
ما الذي يجعل مومسات وبائعات هوى يعطين أصواتهن للإسلاميين ؟
قلنا يعطين ولا يبعن أيّ أنّهن يردن الأجر الآخروي على الأجر الدنيوي بحسب التعاليم السياسية للإسلام السياسي الذي يفشي بين النسوة أن خيارهن لممثلي الدين يغفر لهن أو يساعدهن على تخفيف العذاب الأليم في يوم الحساب وهذا خبر معمم من قبل العاملين والناشطين الإسلاميين الذين يبررون أعمالهم وسعيهم في الدنيا وبأي طريقة ومهما كانت محرمة أو غير جائزة طالما أن قاعدة الضرورات تبيح المحظورات هي أول ما يمارسه الإسلاميون في حركتهم التاريخية داخل الجغرافية البشرية .
هذا لا يعني أن منطق الصفقات غائب معهن والعودة إلى التجربة التركية واضحة في ذلك اذ وعدهن أردوغان بتلبية مطالبهن في خدمتهن ووظيفتهن لجهة التراخيص والعلاقة مع وزارة الصحة ومتطلبات بائعات الهوى من الناحية القانونية .
تلعب الخدمة المالية وخدمات أخرى دورها في جعل التأييد النسوي من غير المنتميات لتيارات الإسلام السياسي ظاهرة منتشرة في كل وسط يتحرك فيه الإسلاميون .
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
459
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro