إيران والناتو السعودي
إيران والناتو السعوديعلي سبيتي
NewLebanon
تطغى على المشهد العربي الدعوة إلى قيام " ناتو" عربي على شاكلة الناتو الأوروبي وتبدو المملكة العربية مهندسة هذه الدعوة بعد أن أخفقت في قيادة الجامعة العربية ومن ثم في انتكاساتها الكبرى في التحالف العربي الذي لم يصمد فيه ومعها سوى الإمارات العربية المتحدة دون تحقيق أيّ انتصار فعلي على الحوثية الإيرانية .
يبدو أن ولي العهد ملك السعودية الفعلي يعيد ترسيم حدود المملكة العربية وفق مصالح أوسطية متجاوزاً في ذلك للعلاقات العربية – العربية بعد أن فشل العرب في مشاريعهم كافة حتى أنّهم لم يفلحوا أيضاً في الفراغ الذي هم فيه وهذا ما جعل كل من تركيا و إيران و " اسرائيل " أسياد المنطقة دون منازع ولولا ثقل المملكة المادي والمعنوي ولولا بروز شخصية بن سلمان كمجدد لا على رأس المملكة فقط بل على رأس الأمّة العربية لم تمكنت دولة العربية من مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها إن من خلال أزماتها الداخلية المتعددة بما فيها أزمات الحروب كما حال ليبيا و اليمن وسورية والعراق عندما كان في عهدة الإرهاب الداعشي أو من خلال تحديات الخارج بما فيها التحولات الإسلاموية والتي تدعمها الولايات المتحدة وأوروبا وتبرز مصر وتونس كمثلين أو تثبيت حكم العسكر بمسامير غربية كما هو حال كل من الجزائر والسودان.
لقد اتضح حجم المسؤولية الملاقاة على عاتق العربية السعودية نتيجة تفريغ الدول العربية الأساسية من محمولات القوّة وقد كثرت فيها نقاط الضعف الأمر الذي جعل منها دولاّ تتسوّل فرص النهوض من حفرها وهذا ما كرّس سياسة المملكة عربياً وهذا ما ضاعف من الرهان السعودي مع مجيء بن سلمان كمحرر للمملكة أولاً وللعرب ثانياً وللمنطقة ثالثاً وكانت إيران الحجة الدامغة للمملكة كي تجعل من نشاطها العربي والإقليمي جاذباً للدول التي ترى في المشروع الإيراني أخطر التحديات الماثلة أمامها وهذا ما جعل من الدعوة إلى تشكيل ناتو عربي – عبري كما هو التصور الأميركي وكما بدت إرهاصاته الأولى مع الإعلان السافر لعلاقات عربية – اسرائيلية إقتصادية وامنية على خلفية مواجهة الخطر الإيراني ليس ضغثاً من الحلم العربي الرسمي بل واقعاً جديداً يفرض متطلباته على خارطة أوسطية جديدة .
اذا ما تشكل هذا الناتو ببعده التركي والإسرائيلي وبمباركة أميركية ضدّ إيران أولاً فما بإمكان إيران أن تفعل ؟
سؤال يضع إيران بين نابين خاصة وأن إيران لا تملك صداقة فعلية مع دول في المنطقة وكل ما عندها مجموعة مصالح قائمة على التناقضات العربية – العربية والعربية – التركية وعلى النزاعات القائمة ما بين بعض الأنظمة والتيارات الأصولية المتطرفة وما في يدها سوى نصف العراق وربع الربع في سورية لذا تقول مصادر إيرانية بأن إيران تمر في أسوأ الظروف ولا قدرة لها على المواجهة ويبدو أن الرهان على تلبية دعوة بن سلمان لحل الخلاف اليمني مع إيران قد أصبح قاب قوسين أو أدنى
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
406
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro