على وقع الانهيار الاقتصادي والأزمة المعيشية ومشاهد الفقر المدقع بدأت تظهر ملامح الإعتراض داخل البيئة الشيعية عموما والبيئة الحاضنة لحزب الله خصوصا بل المقربة وذلك بعد طغيان مشاهد البذخ والترف لقيادات الحزب المحظيين، برعاية من أجنحة الصف الاول.
وعلم في هذا الاطار ان بوادر الاعتراض بدأت تظهر بوضوح في بعض القرى والبلدات البقاعية وخرجت اصوات قيادات حزبية معممة من دائرة الهمس الى العلن.
وقد نشر الشيخ أيمن شمص أحد قياديي “حزب الله” في بعلبك، ووالد الشاب ياسر الذي استشهد في الايام الاولى من معركة جرود عرسال عام ٢٠١٧، على صفحته على “فايسبوك” رسالة مفتوحة الى مراجع الشيعة يشكو فيها أوضاع الشيعة فيما وكلاؤهم يملكون ملايين الدولارات. وكتب شمص : “كيف تقبلون بأن يكون بعض وكلائكم في العالم الإسلامي أصحاب ثروات بملايين الدولارات لهم ولأولادهم بالوقت الذي يعيش الشيعة أقسى انواع الحرمان؟؟؟هل يعيد التاريخ نفسه أمثال علي بن ابي حمزة، وخيانته للأمام الكاظم عليه السلام عندما سرق بيت المال لصالحه، وانحرف عن الإمام؟؟؟؟مثل هؤلاء يجب أن يُحاسبوا أشد الحساب…” أحد المحسنين وأنا أعرفه جيدا ….قدم هدية للسيد حسن فيلّا مع قطعة أرض يتجاوز ثمنها ثلاثة ملايين دولار وهي تربط مدخل بعلبك الشرقي والغربي وأنا شخصيا قد درّست فيها أكثر من 20يوما…فلم بقبل أن تبقى باسمه ويستغل موقعه فقام بالتنازل عنها لصالح مؤسسة الجرحى وهذا امر طبيعي يفعله اي انسان مسؤول يحترم موقعه…ولكن أن تجد شخصا يستولي على مؤسسات تربوية وهي من مال الجمهورية والحقوق الشرعية ليسجلها بأسماء أولاده فهذا مما لا يتقبله أي أنسان يحترم موقعه…ويتكلم عن ترك ملذات الدنيا وغرورها والتعلق بها….لو كان يحترم موقعه لتنازل عنها كما تنازل غيره علما أن غيره حتى ولو أخذها فليس في أخذه أي شبهة حرام إلا اللهم تحت عنوان أستغلال المواقع.” يبدو أن طفح كيل الشيخ شمص، وهو ليس من المحظين أو من المحسوبين على أحد صقور الصف الاول، وبات من المغضوب عليهم، فهو لم يلق الرعاية اللازمة والاهتمام المطلوب، مقارنة مع غيره ممن أصبح لديهم تخمة ثروات، ولم يحصد سوى بعض التبريكات والاشادات، حتى أن نجله الذي كان “فاتح” معركة عرسال وأول الشهداء مر أسمه وذكراه مرور الكرام.