لا يكتفي ولي العهد السعودي بكونه الملك الفعلي للمملكة أو ما سيصبح عليه في القريب العاجل بعد تدهور صحة أبيه بل يزاحم الملوك والرؤساء العرب والمسلمين على زعامة الأمّة من خلال مواقفه داخل المملكة وخارجها وخاصة في مواقفه الأخيرة من سياسات الولايات المتحدة الأميركية وعدم رضوخه لأوامر الرئيس الأميركي ومغازلة روسيا على حساب أميركا و أوروبا على خلفية الحرب على أوكرانيا .

 


في زيارته لتركيا وتوقيعه لعقود اسثمارية وتحسين شروط العلاقة مع تركيا في مبادرة تمّت في ظل قطيعة سياسية معها ووجود أكثر من شباك بين المملكة وخلافة الإخوان في أكثر من ملف بدا بن سلمان أكبر من أردوغان لأن على الأخير مسؤولية تصحيح العلاقات التي خربها مع أكثر من دولة كونه ممثل لدولة لا يمكن مقاربة دولة من الدول العربية والإسلامية بها .

 


في زيارته الأردن بدا بن سلمان وكأنه ملك الملك لحاجة الهاشمي إلى المال السعودي لتحسين الوضع الإقتصادي في المملكة الأردنية المفتقرة لأسباب التعافي من الأزمات الإقتصادية في ظل مقاربة أردنية دائمة للسياسة السعودية والتي تتضمن في إحدى ابعادها مواقف ثابتة من إيران كعدو مباشر للأمّة العربية وهذا ما يضع الأردن في سلّة المملكة سياسياً ويضع السعودية في السلة الغذائية للمملكة الهاشمية .

 


في زيارته لمصر بدا بن سلمان كقامة عبد الناصر لصغر قامة الرئيس السيسي أمامه وهذا ما جعل مصر أم العرب بنتاً للمملكة العربية اذ انها تتحمّل كامل نفقاتها من البابوج إلى الطربوش ولولا دعم ومواقف المملكة لما استطاع الرئيس السيسي من خلع جماعة الإخوان من الحكم ولا من مواجهتهم ولا من تحديث اقتصاد وتنمية بطيئة بفعل تراكم أزمات حكم ما بعد الملكية .

 


سوف تلبي زيارة الرئيس الأميركي للمملكة العربية طموحات الملك السعودي المتجاوزة لحدود الإعتراف به على عرش المملكة بعدم التخريب عليه داخل البيت الملكي في ظل نزاعات سيطرعليها وتمكّن منها محمّد بن سلمان وبتأييد وتسديد سياسات المملكة الخارجية وخاصة في الموضوع اليمني واتخاذ خطوات عملية لا كلامية من الحرب لصالح السعودية وهذا ما يتطلب موقفاً ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بطريقة مختلفة عما تعبر عنه الدبلوماسية الأميركية وجعل التهديد الإسرائيلي لإيران قيد التنفيذ لا المراوحة .

 


إن زيارات (الملك) السعودي وزيارة الرئيس الأميركي المرتقبة للسعودية وزيارة أمير قطر لمصر بعد قطيعة إخوانية مرتبطة ببعضها لبعض لجهة التطورات القادمة في المنطقة وإمكانية الخروج من الدائرة التي رسمتها أميركا لصالح الإستنزاف المجاني للدول التي تتقاسم حروب المنطقة وفق تأهيل جديد لدول المنطقة على حساب السيطرة الإيرانية مما يعني أن مبايعة الجميع للملك السعودي الجديد ستكون حلولاً لصالح المملكة المنهكة من تحمّل عبء مواجهة المشروع الإيراني .