جاء الحاج المسؤول..!
جاء الحاج المسؤول..!الشيخ عباس حايك
NewLebanon
مصطلحات وعبارات دائماً نسمعها ونرددها كالصلوات المفروضة، لربما لا نفقه معناها، فتصبح مجرَّد ديكور فارغ من محتواه، فقط من أجل (هندام الشخصية ـ الأتيكيت) وفي واقع الأمر تصبح هذه العبارات مهينة ومشينة ليست فقط لصاحبها، بل للجميع، سنأخذ مفردة واحدة التي هي غيض من فيض ـ مسؤول ـ نسمع كثيراً في مجتمعنا، جاء الحاج المسؤول أو جاء النائب المسؤول، هو مسؤول عن ماذا؟ وتجاه من هو مسؤول؟ وهل هو فعلاً مسؤول؟؟. وهل كل مسؤول هو مسؤول؟ وهل فيما لو سألناه عن تقصيره أو عن كذبه ووعوده التي تندلق من فمه دلقاً يكون مسؤولاً فعلاً؟ لنرى عدة تفاسير لهذه الكلمة (مسؤول) منها: (يمكن مش خرج المسؤولية ـ يمكن مش طالع بإيدوـ يمكن يطلع معو بشي تاني..) ومنها: (يمكن أن يكون معناها أنَّ الشخص المسؤول هو طيِّب وبسيط، ومسالم، ويمكن قليل الإرادة والتدبير، أو يمكن أنه قليل العقل والتفكير وغير مسؤول عن أفعاله وأقواله ـ لحديث رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل..) ومنها: ( أنه لم يبلغ سنَّ الرشد، لكي يكون جدير بالمنصب، حتى يستلم المسؤوليات الجسام التي يبتلي بها المسؤولون الأفذاذ الأقحاح في هذا البلد وفي هذا الشعب حتى يكون في أمنٍ وأمانٍ من الفقر والجوع والحاجة، نرفع أيادينا بالدعاء لهم لدوام النجاحات، وأبقاهم الله لنا ذخراً وشرفاً ومزيداً من عطاياهم. لكن حان الآن شرح معنى آخر لهذه الكلمة، لو قسمناه نصفين، وهي كلمة عربية ومن لغة "الضاد" والتي تقبل القسمة، مسؤول: الأول: مسٌّ، والثاني: ؤولٌ، والؤول هو جنٌّ، فيكون المعنى قد مسَّه جنٌّ، والعياذ بالله ، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس. والجدير ذكره، عندما نسمع بالوفد القادم، يقولون لنا، جاء الوفد رفيع المستوى، لعل المقصود من (رفيع المستوى) أنه غير سمين وتخين ومكرش، مع العلم أغلب الوفود كروشهم تسع جبالاً كجبال (أُحُد)، أو يكون معناه طويل، أطول من البشر، راكباً حماراً أو جحشاً أو (همر) حينها يكون رفيعاً.. أو معناه ( قدَّا ووقدود، يعني متخنها شوية، بعنتريتو وشلمصطيتوا وعونطجيتوا...) وتكون عينه فارغة، وعقله في إجازة، وبسطة في الجسم، وجيوبه دون قعر، ومصروفاً أضخم من خزينة مال الناس، والتي أفرغها من دون شبع.. إنه الحاج المسؤول يكون رفيعاً ولصاً مختبأً وراء لحيته الكثَّة، تراه متواضعاً في حركاته وسكناته، إلاَّ لعلَّة جبنٍ ونفاق، لا يتقن صيده إلاَّ على الفقراء الطيبين، تحارُ فيه، وهو الممتلئ عفَّة وطهارة، كيف يُوزِّع القذارة على العذارى، في صلاته تجارةٌ تنجيه من عذابٍ أليم، وفي تجارته صلاةُ تنجيه من فقرٍ أليم. لقد أفقدونا الأمل ممن جرَّبنا منهم رفيعي المستوى، حتى أوصلونا إلى هذه الحياة العظيمة، ومن دون أن نتعلم درساً من دروس الأربعين، والتي نطلب فيها الإيمان والثبات والمحافظة على البلد والمجتمع والوطن علينا نحن الوضيعين غير المسؤولين.
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
537
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro