باختصار، صار يمكن القول وبكل اريحية، ان سلاح حزب الله الذي نطالب بتسليمه ونرفض التعايش معه هو هذا السلاح الذي يحمي الخارجين عن القانون من تجار المخدرات والفاسدين واللصوص وناهبي المال العام ، وان خدعة الادعاء بان هذا السلاح يحمي لبنان وثروات لبنان قد سقطت على اعتاب الخط 29 .... انها الحقيقة .
الحقيقة، بين كاريش والشراونة
الحقيقة، بين كاريش والشراونةعماد قميحة
NewLebanon
مرة جديدة، لا يأبه حزب الله الكشف عن وجهه الحقيقي ولا تستطيع هذه المرة كل ابواقه الاعلامية والدعائية من تمويه الحيقية التي ظهرت ناصعة جلية ولم تعد مخفية الا على اعمى او انتهازي
خيم في الايام القليلة الماضية على الساحة اللبنانية مشهدان متزامنان، الاول هو حضور السفية اليونانية المنتظرة من اشهر للوصول الى حقل كاريش النفطي المتنازع عليه بين لبنان واسرائيل، للبدء ليس بالتنقيب كما يحاول اعلام الممانعة ان يصور وانما للبدء باستخراج النفط والغاز لتخزينها وبيعها في الاسواق المتعطشة للغاز في اوروبا، وهذه هي وظيفة الباخرة اليونانية " Energean Power “
المشهد الثاني، هو عملية مداهمة الجيش اللبناني لبيوت مروجي المخدرات ومعامل الكابتغون في حي الشراونة ببعلبك، والذي كلف الجيش شهيد وعدد من الجرحى نتيجة الاشتباكات وتصدي تجار المخدرات للقوى المداهمة من الجيش، وفي مقدمة هؤلاء التجار علي منذر زعيتر ( ابو سلة )
بين هذين المشهدين كانت الانظار كلها متجهة صوب حزب الله وموقفه، وكان اللبنانيون بكل اطيافهم وبعيدا عن مسبوقاتهم بالنظرة الى سلاح حزب الله وشرعيته، وكان لافتا في هذا السياق ان كثيرون من الذين يطالبون بانهاء دور هذا السلاح واعتباره سلاحا غير شرعي ويتبع بقراره لايران ( وانا منهم )، ابدوا تراخيا واضحا أن لم نقل تأييدا في هذه اللحظة لدعم السلاح واستعماله في وجهته المدعاة بحماية لبنان وثروته النفطية المهددة بالاغتصاب من العدو.
الصدمة الكبرى والتناقض الرهيب الذين صفعا الكثير من اللبنانيين هي تلك المفارقة الرهيبة بمواقف حزب الله، ففي حين خرج علينا ممثل الامام الخامنئي في لبنان وعضو شورى حزب الله، معلنا بكل وضوح وبداحة وقوف الحزب الى جانب تجار المخدرات مهددا مزبدا مرعدا يحيط به ابناء عشيرة المطلوب للعدالة بمئات المذكرات، طالبا من الجيش اللبناني انهاء " تعديه " على " المظلومين " والا فان الحزب لن يتأخر في مناصرة " اهله " ومحاربة الجيش اللبناني !!!
بالمقابل، مقاربة الحزب لاختراق الباخرة اليونانية المستأجرة من اسرائيل للخط 29 وبدء اعمالها في المنطقة اللبنانية ( فإن لم تخترق الخط 29 كما تدعي جريدة الاخبار فلماذا إذن تم استدعاء الوسيط الاميركي على عجل ؟؟ )، كان بغاية الهدوء والسلمية والتفهم والديبلوماسية المفرطة، والمضحك هنا ما اعلنه الشيخ نعيم قاسم بأن الحزب يقف خلف قرار الدولة!! ( طبعا الدولة هنا هي غير الدولة في الشراونة )
باختصار، صار يمكن القول وبكل اريحية، ان سلاح حزب الله الذي نطالب بتسليمه ونرفض التعايش معه هو هذا السلاح الذي يحمي الخارجين عن القانون من تجار المخدرات والفاسدين واللصوص وناهبي المال العام ، وان خدعة الادعاء بان هذا السلاح يحمي لبنان وثروات لبنان قد سقطت على اعتاب الخط 29 .... انها الحقيقة .
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
505
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro