كتب القاضي راشد راشد طقوش
عادت نغمة التشكيل قبل التكليف، فذكرت عدّة وسائل إعلام أنّ المشاورات جارية بين “الثنائي الشيعي” والرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، للاتفاق على شخصية سنيّة لتشكيل الحكومة، وأنّ المفاوضات تركّزت على عمل الحكومة، خاصة التعيينات العسكرية، القضائية والإدارية، وأنّ الوسيط بين الثنائي ورئيس الجمهورية وباسيل هو نائب رئيس مجلس النوّاب إلياس بو صعب، صاحب العلاقة الجيدة بـ”الثنائي” والرئيس عون.
كما ذكرت وسائل إعلام بأنّ باسيل يُعارض إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وقد صرّح بذلك علناً بعد الانتخابات النيابية، والسبب أنّ الرئيس ميقاتي لم يُنفّذ ما طلبه منه باسيل، خاصّة إقالة حاكم مصرف لبنان، إضافة إلى بعض التعيينات، وفي السياق، أشارت مصادر مطّلعة إلى أنّ الرئيس نبيه بري يريد إعادة تكليف الرئيس ميقاتي، فيما يميل “حزب الله” إلى هذا التوجّه، لكنّه في هذه المرحلة يؤيّد طروحات باسيل، ولا يستطيع أنْ يردَّ له أي طلب، لأنّه بحاجة إليه اليوم أكثر من أي يوم مضى، خاصّة بعد فوز ما يُسمّى بـ”السياديين” المُعارضين لسلاح الحزب في الانتخابات النيابية.
وفي خضم هذه المشاورات لتشكيل الحكومة، نسأل “الثنائي الشيعي”، الرئيس عون وباسيل مَنْ عيّنكم أوصياءً على الطائفة السنيّة، حتى تتجاوزوها وكأنّها “قاصر”، وأقول لـ”الثنائي”: كيف تختزلون طائفة كُبرى لإرضاء فريق سياسي مسيحي، بيّنت الانتخابات النيابية حجمه الحقيقي، وهل تُريدون تعيين “شرّابة خُرج” في رئاسة الحكومة.
عندما تصل الأمور إلى المس بوجود وكرامة الطائفة السنية، فإنّ الشارع السنّي لن يقبل بأي وصاية عليه، ولن يقبل بإيصال “طرطور” إلى رئاسة الحكومة.
البديل