في مقابلة تلفزيونية لافتة، قالت النائبة الفائزة عن قوى الثورة والتغيير السيدة حليمة قعقور، بأنّ ثوار السابع عشر من شهر تشرين الأول عام ٢٠١٩، لم يتعرّضوا لمعضلة سلاح حزب الله، لا من قريبٍ ولا من بعيد، وبغضّ النظر عن صحة هذا الإدعاء من عدمه، فهذه المقاربة لمُعضلة فساد المنظومة الحاكمة برُمّتها، مع تحييد مسألة سلاح المقاومة، لطالما ردّدها بعض الثوار والمعترضين على أداء السلطة اللبنانية الحاكمة، لِما يمكن أن يُرتبه طرح مسألة نزع سلاح حزب الله من انقساماتٍ، وانفعالاتٍ واضطراباتٍ خطيرة في الشارع، وعليه يمكن اعتبار قناعة السيدة قعقور، بعدم التّعرض لسلاح حزب الله ضمن هذا السياق، وهذا مقبولٌ إلى حدٍّ ما، مع التّحفُظ الشديد طبعاً، إلاّ أنّ قعقور وعندما داهمتها مُحاورتها: بماذا تختلفون إذاً عن أهل المقاومة والممانعة؟ جاءت السيدة قعقور بِعذرٍ أقبح من ذنب، إذ أسهبت في ضرورة تقديم واجب بناء البيت الداخلي، أي بناء الدولة القادرة القوية، والنظيفة، وبعدها يمكن معالجة المسائل الشائكة، وخلاف ذلك، كيف نتمكن من إقناع "الشيعي"، أي المواطن الشيعي غير المُحزّب، بأن يتخلّى عن حماية إيران له، في حين لا تستطيع "دولته" اللبنانية حمايته! هكذا إذن، الشيعي ينعم الآن بحماية إيران في غياب حماية دولته الوطنية.
يا سبحان الله، رجعت حليمة لعادتها القديمة.