يخوض حزب الله وحلفاؤه معركتهم الإنتخابية ضدّ القوّات اللبنانية بشكل سافر ومباشر وتحت شهادات مرشحين وشعارات موالين محرضة على حزب القوّات تحت ذريعة العودة الى الحرب الأهلية اذا ما فازت القوّات التي تستحضر أدوات الحرب سعياً إليها.
ويدفع الحزب والحلفاء بقوّة مطلقة لبقاء التمثيل الماروني والمسيحي عموماً في العهدة العونية من خلال ضخ مضخات متعددة لإنعاش التيّار المهزوم سياسياً بعد انتكاساته المتعددة في الرئاسة والحكومات التي استأثر بوزاراته الدسمة مخافة أن يميل المسيحيون كل الميل نحو القوّات اللبنانية .'
لذا تبدو المعركة الإنتخابية مفتوحة من قبل حزب الله ومن معه ضدّ القوّات ونصرة للتيّار العوني كما أن القوّات اللبنانية تخوض معركتها الإنتخابية بشكل مباشر ضدّ التيّار المذكور وضدّ سلاح حزب الله في آن معاً ويعتقد حكيم معراب أن الصحوة المسيحية سوف تنصفه بعد هزيمتها النكراء في سياسات العهد وتظاهرها ضدّ تيّار أعطى باسيل جنّة السلطة ولم يعط المسيحيين سوى جهنم .'
من الواضح أن الطائفة الشيعية خارج المنافسة لعدم توفر مرشحين منافسين في ظل استخدام أدوات القمع والقوّة كما حصل في الجنوب والبقاع وكما هي ممارسات الضغط المستمر والتي أفضت إلى انسحابات قسرية سواء من خلال إطعام الجزرة أو استخدام العصا .
'
غياب المستقبل عن المشهد الإنتخابي جعل الطائفة السنية موزعة على طرفي النزاع وثمّة معركة تخاض ضدّ زعامة وليد جنبلاط وهي مرفولة بجعب من الذخائر المختلفة لإصابته مباشرة وإسقاط سلطته على الجبل درزياً لصالح خصميه إرسلان ووهاب ومسيحياً لصالح باسيل ولكن الإلتفاف الدرزي يزداد في الشدّة حرصاً أكثر على زعيمه وليد جنبلاط وهذا ما يجعل من المال السياسي و الإنتخابي استثماراً خاسراً في جبل لا تهزه رياحاً تريد قلع الزعامة الجنبلاطية .
من هنا استقام المشهد النيابي ومن قبل انتظار النتائج على حصص نيابية قريبة مما هي عليه سابقاً واذا أحسن المسيحيون من اختياراتهم والتزموا بمواقفهم الصارخة ضدّ العونية السياسية وخصوصاً ضدّ وريثه جبران باسيل فثمّة نتيجة جديدة من شأنها أن تستبدل الواقع القائم بواقع آخر .
هي معركة بين التيّار العوني وقوّات جعجع أي بين المسيحيين أنفسهم وعلى عاتقهم تقع مسؤولية أي لبنان سيكون وضمن أيّ محور وأيّ التزامات وبالتالي ستكون النتيجة الجديدة للتمثيل المسيحي إمّا إحياء للدور الماروني القوي أو استمرار لمارونية هشّة خاضعة لنفوذ القوّة التي تستند إليها من خارج النفوذ المسيحي كما هو حال لسان المسيحيين .