ترددت كثيرا قبل كتابة هذه السطور، اولا حتى لا تعتبر هذه المقالة انتقاصا من الجهود المبذولة انتخابيا، وثانيا حتى لا تستفيد لائحة السلطة من وجود اختلافات في وجهات النظر حول لائحة الجنوب الثالثة "معا من اجل التغيير"، الا ان النقاشات الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول مجريات الامور وما وصلت اليه من خلاصات جعلت من ابداء رأي امرا لا يعتبر مساسا بالامن القومي للمعارضة ولا يشكل اختراقا لما يسمى بوحدة الصف،
ولست هنا لأناقش الاسماء المرشحة على اللائحة، ولا لتقييم البرنامج الانتخابي وسقفه والادبيات المستعملة فيه، وان كان لهذا نقاش لا بد يأتي في مكان اخر.
النقطة الاساسية التي أود أن اطرحها بعد ان سمعت الكثير من الذين "بادروا وتطوعوا" (مشكورين) وعملوا وسعوا بكل جهد الى توحيد المعارضة في لائحة واحدة، ويشنفون اذاننا اليوم أن في الدائرة الثالثة يوجد لائحة اعتراضية واحدة وهذا ما يعتبرونه انجازا هو اقرب الى النصر الالهي وينسبون الى أنفسهم هذا الانجاز العظيم !!
بداية أود أن أقول بأن في الدائرة الثالثة يوجد لائحة واحدة مقابل لائحة السلطة، هذا صحيح، الا اننا كنا نأمل ونرغب ان تكون هناك لائحة موحدة، والفرق كبير جدا بين الاثنين، إذا ان هذه اللائحة التي نحترم هي ذات طابع يساري محض ولا يوجد فيها التنوع المطلوب "انتخابيا" لجمع وتحشيد العدد الاكبر من الاصوات لاحداث الخرق المرتقب منها، بل ان جل ما فعله المتصدون لإنشاء هذه اللائحة هو وضع فيتوات على مرشحين يمتلكون حيثيات انتخابية كالمرشحة نعمت بدر الدين في النبطية، وفيتو آخر على مرشح القوات اللبنانية فادي سلامة، الذي يمتلك في جعبته الاف الاصوات، وكذلك الحال كان ليكون الفيتو حاضرا لو أن أحد مرشحي لائحة "شبعنا حكي" كان تقدم بترشيحه، وبطبيعة الحال فإن الفيتو نفسه كان سيرفع في وجه احمد الاسعد لو كان ترشح ايضا.
باختصار، إن ما اريد قوله أن اللائحة الواحدة الموجودة والمرشحة الآن في وجه لائحة السلطة، هي نتاج عزوف باقي المرشحين المعارضين عن الترشح، فلا القوات اللبنانية عملت على انشاء تحالف مع مرشحين آخرين، ولا احمد الاسعد ترشح اصلا، حتى نرى عدة لوائح وحتى يمكن القول حينها ان توحيدهم في لائحة واحدة هو انجاز يحسب لمن يدعي توحيد الائحة.
وللموضوعية هنا، يمكن القول بأن الفضل في وجود لائحة واحدة في هذه الدائرة، انما يعود لوعي وادراك ومسؤولية باقي المرشحين الذين انسحبوا او لم يترشحوا اساسا، وليس لمن يدعون انهم انجزوا اللائحة، وللاسف، فقد اصاب هؤلاء بعض الغرور حيث تحول عندهم شعار "اللائحة الواحدة" هو الاساس، ولو ادى ذلك الى خسارة في التنوع والوحدة (عدم وجود سيدة في اللائحة) والذي سيؤدي حتما الى خسارة في الاصوات كان يمكن تفاديه لولا تقديم اللون الواحد الطاغي على اللائحة.
في الختام كان لا بد من الاضاءة على هذا الموضوع، ليس من اجل التقليل من لائحة "معا من اجل التغيير" التي سوف انتخبها حتما، وانما للقول للتاريخ ومن اجل المستقبل: ان المطلوب هو لائحة موحدة وليس لائحة واحدة.. وحتى لا تتكرس هذه الذهنية في القادم من الايام .