يستنفر حزب الله ويستجمع قواه ويحرك إمكانياته المادية والمعنوية والخطاب التحريضي والفتاوى وكل تجربته في المقاومة والدولة من أجل إيصال باسيل الى المجلس النيابي على رأس كتلة كبيرة تمهيداً لإيصاله الى الرئاسة الأولى .
قال بأن معركته من أجل حلفائه وهي بالتحديد من أجل جبران باسيل والتيار العوني لأن الرئيس بري لا يحتاج أحداً في الإستحقاق الشعبي وما سكوت تيّاره عن هذا الإستخفاف إلاّ من قبيل الرغبة التي يبديها دائماً للحفاظ على الإستقرار بكل أبعاده .
اذن نحن أمام معركة انتخابية مهمتها واضحة بالنسبة لحزب الله وهي تأمين وصول جبران باسيل بنجاح كبير وضرب عدوه الداخلي بالصميم والردّ على أحداث عين الرمانة – الطيونة بتقليص رصيد حزب القوّات نيابياً في حين يخوض قائد القوّات سمير جعجع أمّ معاركه لكسب سياسي – نيابي يجعل من القوّات الممثل الأقوى للشارع المسيحي بهدف تصغير حجم جبران باسيل نيابياً بما يتناسب مع قامته وتحجيم نفوذ حزب الله مسيحياً كمدخل لمحاصرته وطنياً لأن الحزب لا يتمتع بغطاء سني ولا درزي وليس باستطاعة حليفيه وهاب وارسلان من توفير هذا الغطاء ويبقى الغطاء المسيحي والماروني تحديداً وحده المتوفر لحزب مشكوك في انتمائه الوطني وهو يساعد المتهمين له بذلك من خلال الإستجارة الدائمة بالعونية المسيحية لتأكيد هويته الوطنية .
من هنا يبدو بأن عنوان المعركة الإنتخابية هو كسر جبران باسيل أو رفعه الى الكرسي التي تنتظره أيّ ان المعركة الوحيدة القائمة فعلياً هي في الوسط المسيحي بكل تنوعاته لأن أيّ حسابات أخرى غير متاحة في ظل حسم الثنائي الشيعي لأكثريتهما النيابية وفي ظل حسم وليد جنبلاط لأكثريته النيابية وفي ظل تلاشي الكتلة السنية وتوزعها بين خيارات مؤيدة لحزب الله ومعرضة له .
من المؤسف الإستماع الى تحريضات سيئة والنظر الى الشعارات المرفوعة على الطرقات وبذل كل الإمكانيات خدمة لجبران باسيل في ظل بلد معروض للبيع ولا أحد يريد أن يشتريه وفي ظل تهافت مستويات الحياة ووصولها الى الضنك ودون الإلتفات الى مصالح الناس حتى في أبسط وسائل العيش .
كل ما يجري رغبة جامحة للعودة الى التجديد للقوى نفسها وللأشخاص أنفسهم وقيام المجلس النيابي من كبوته بحيث يستفيق السادة النوب من قمصان نومهم ليغسلوا وجوههم بماء ذُل الشعب الذي ارتضاهم كما هم باعة كلام لا أكثر بعد أن تعلموا في مدرسة المجلس صنوف الإستماع والطاعة فما تغيّر عليهم حالهم في أحزابهم التي ربتهم على وجوب الطاعة كعبيد في حاشية السلطان .