على الصعيدين المالي والمصرفي تعود المصارف اليوم إلى فتح أبوابها للعمل كالمعتاد بعد اضراب استمر يومي الاثنين والثلثاء الماضيين، احتجاجاً على ما اعتبره القطاع فوضى قضائية تؤدّي إلى زعزعة الوضع المالي والاقتصاد الوطني.
وفي مؤشر لافت، سجّل دولار السوق السوداء ارتفاعاً الاثنين تجاوز خلاله سقف الـ24 ألف ليرة، لكنه تراجع أمس إلى ما بين 23,600 ليرة و23,700 ليرة. وفي تفسير ما جرى، قال خبير اقتصادي إن المضاربين الذين جسّوا نبض السوق في اليوم الاول للاضراب، عادوا وتراجعوا في اليوم الثاني، بعدما تبيّن لهم أن مصرف لبنان لن يتوقف عن دعم الليرة فور عودة منصة «صيرفة» للعمل اليوم الاربعاء. وهذا الامر وصل إلى مسامع صرافين كباراً، الامر الذي حدّ من الاقبال على شراء الدولار. كذلك فإنّ التجار والمستوردين الذين تبلّغوا بأن مصرف لبنان المركزي سيعاود بيع الدولار اليوم، امتنعوا عن الاقبال على السوق السوداء لشراء العملة الصعبة، تفادياً لخسائر قد يمنون بها، بسبب الفارق بين سعري السوق السوداء ومنصة «صيرفة». وهذا ما أدّى إلى لجم الدولار عن الارتفاع أكثر في السوق السوداء.
وكانت قد سرت شائعات مفادها أن الملاحقات القضائية التي قد يتعرّض لها سلامة قد تدفعه إلى وقف عملية ضخ الدولارات، وترك سعر الصرف على غاربه مجدداً، ليتبين لاحقاً أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، وأن مصرف لبنان مستمر في سياسته المعتادة طوال الفترة المقبلة.