قال الله تعالى في سورة النساء( الآية ٣): وإن خفتم ألاّ تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة، أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا".
في تصريحٍ أخيرٍ للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله، دعا فيه أعضاء الماكينة الإنتخابية للحزب لتأمين فوز حلفاء الحزب في الإنتخابات النيابية القادمة، أي "حلفاء" الحزب من باقي المذاهب والطوائف اللبنانية، وهذه ربما تستند عند السيد نصر الله وحزبه، إلى ما كان قد أباحه الشرع الإسلامي في اقتناء النساء ممّن هنّ "ملك اليمين"، ذلك أنّ أوضاع الأمبراطورية الإسلامية( والتّسمية لحسن البنّا) كانت تُمكّن من استقدام ثروات سائر الشعوب، وفي مقدمتها النساء، إلى أسواق مدنها، بحيث كان باستطاعة الرجل المسلم أن ينزل إلى السوق فيشتري ما لذّ له وطاب من بين هؤلاء النساء الروميات والحبشيات والشركسيات والفارسيات والقبطيات والتركيات والديلميات، اللواتي كُنّ يُعرضنَ في الأسواق والساحات، ليتمتّع بهنّ دون حسيبٍ أو رقيب، بما هنّ مُلك يمينه، وبمباركة من السلطتين الدينية والمدنية، وكانت النساء تُحمل إلى المدن العربية كما تُحملُ سائر السلع، كالمتاع والبراذين والبُسط، فيذكر قاضي القضاة إبن خلدون في سياق حديثه عمّا كان "يُحمل إلى بيت المال ببغداد أيام المأمون..ومن خراسان ثمانية وعشرون الف الف درهم مرتين، ومن نقر الفضة ألفا نقرة، ومن البراذين أربعة آلاف، ومن الرقيق ألف رأس.."، " ومن الجزيرة وما يليها من أعمال الفرات أربعة وثلاثون ألف درهم مرتين، ومن الرقيق ألف رأس، ومن العسل.."، وغالباً ما كانت الروايات تبدأ ب"واشترى فلانٌ جارية"، أو " وأهدى فلانٌ صاحبه جارية أو اثنتين"، وكان ذلك من نافل القول وعاديّاته، وظلّ الخديوي إسماعيل حتى نهاية القرن التاسع عشر قادراً على توزيع الشركسيات على بِطانته وأعيان دولته، كما يقول سلامة موسى، مُتحسّراً مثل كثيرين.
على هذه السُّنن ومُقتضاها، يمكن لسماحة السيد نصرالله أن يُضيف للنّواب الشيعة "الحرائر" والبالغ عددهم ثمانية وعشرون نائباً بالكمال والتمام، ما لذّ وطاب من النّواب السّنة والمسيحيين والدروز، ليسهُل استغلالهم عندما تقتضي الضرورة يوم تأليف الحكومات، وإقرار المشاريع والقوانين، والسّير في ركاب تيار المقاومة والممانعة كلما دقّ النّفير، فهؤلاء النواب يتمُّ استقدامهم من سائر الطوائف و الأديان بشقّ النفس، والغالي والنّفيس من الأموال المُقنطرة، والنّظيفة بطبيعة الحال.