مع الإطلالة التلفزيونية للسّيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله قبل ثلاثة أيام، التي عدّد فيها الإنجازات والمكارم المباركة، التي قدّمها حزب الله ونُوّابه لبيئته الحاضنة، وسائر المواطنين اللبنانيين على مدى ثلاثين عاماً، ممّا أوصلنا إلى ما نحن فيه من همٍّ وكَرْب، ومع إقدام الرئيس نبيه بري على تقديم طلب ترشُّحه للندوة البرلمانية القادمة للمرّة الثامنة على التوالي رغم بلوغه من العمر عِتيّا، ومع تواتر الأنباء عن عزم العميل فايز كرم التّرشّح لعضوية المجلس النيابي( رغم صدور حكمٍ مبرمٍ من المحكمة العسكرية قضى بعمالته وسجنه وتجريده من حقوقه المدنية)، وعزْم الثنائي الشيعي على ترشيح علي حجازي ضمن لائحته في دائرة بعلبك-الهرمل( وهو بشهادة الجميع ليس إلاّ مُهرّج سياسي مغمور وفاشل)، كذلك التّوجّه لتبني الثنائي الشيعي ترشيح النائب السابق نجاح واكيم في بيروت( رغم رمي واكيم للبعض بتهمة النفايات السياسية، وهذا ينطبق عليه قولاً وفعلاً)، لذا نستطيع بعد هذا البلاء العظيم الذي أصاب البلد من شماله إلى جنوبه، أن الإنتخابات البرلمانية القادمة ما هي إلاّ ثمرَة ينخرها الدود ويتآكلها العفَن، على غصن شجرةٍ ضربها السّوس، ويَحْسُنُ بالعاقل أن ينصرف إلى معالجة الشجرة، لا التّلهُف على أكل الثمار، فهي لم تعُد صالحة لتقطفها النفس الأبيّة، رغم تطلّع معظم حكام هذا البلد المنكوب إلى هذه الثمرة وقد سال لُعابهم، بدل أن يفهموا، كما يليق بالحكيم أن يفهم، أنّ الأوان ليس أوان التّمتّع بأكل الثمر، بل أوان الصيام والبحث والصبر والإستعداد لمعالجة الأزمات المستفحلة، أمّا الذين يتطلعون نحو تلك الثمرة، بدل أن يتعفّفوا ويصوموا، ومعظمهم تقصر أيديهم عن مُطاولتها، وهم إمّا يتهاوشون على قطافها، ويتناتشونها مع ديدان الأرض وضباعها وخنازيرها، أو يتربّصون بها حتى تسقط على الارض، فتتلوث بزبلها ووحلها، وهذا ليس من الحكمة والوطنية والشرف في شيء، وهكذا ترون  أنّ موقفي هذا ليس إلاّ موقفاً أخلاقيّاً، فلا هو صادر عن علمٍ ولا عن فنٍّ ولا عن دين، ولا عن حِنكةٍ ودهاء.