صدقنا جهابذة السياسة في الحزب ولم نكذب الرئيس بري في قولهم المخالف له بأن العونية ضرورة من ضرورات المقاومة وبأن باسيل مشروعاً آبدياً في طرق القدس الطويلة والمتعرجة وبأن حماية العهد والنظام السياسي والسلطة الفاسدة فيه ضرورة أيضاً من ضرورات الممانعة ووقفنا معكم في رفض الثورة ووأدناها كونها عصية على الفهم السياسي الذي تتمتع به نخب الحزب وهي لا تعرف أي الثورة أو أي حركة ضدّ المافيات وجماعات الفساد من تخدم في اعتراضها على رغيف الخبز كونها قاصرة وغير باصرة كما هم بصّاروا الممانعة الذي يعلمون من الغيب ما لا يعلمه أحد من عميان التغيير .
قلنا معكم لا للتغيير لا للإصلاح لا لأي شيء مادام السائد نور أعينكم فلتتلف أعيننا مادمتم وحدكم تبصرون ماوراء الغيب والغياب وتعملون ما تخفي الأعين والصدور وأنتم اهل معرفة وعرفان لطالما اخشوشنتم في البلديات والوزارات والنيابة وكنتم خير حماعة في التعفف فلم يزن أحدهم أكثر من وزنه قبل الرياسة بل حافظ على نظافة كرشه من أيّ عيب أو حرام .
وأصرينا معكم على البقاء حيث تقفون على شفا جرف من نار مخافة الوقوع في حرام على غير صراط وآمنا بالمؤلفة قلوبهم من تلفزيونات وصحف ومحللين أمهر من جهابذتكم بكثيروقد وضعوا استراتيجبات تعجز عن الإتيان بمثلها مراكز الرأي في دول العالم وهنا لا ننسى الجماعات العاطلة عن كل شيء من أحزاب وشخصيات توفرون لهم المقاعد النيابية والميزانيات خدمة لمشروع ومحور الممانعة كما تتقوّلون فتقوّلن معكم إسوة برأي الجهابذة السياسيين من خبرائكم ورغم ذلك آمنا بهؤلاء عديمي الفائدة نزولاً عند رغبة العقول المتفوقة والنادرة .
قلتم لن تجوعوا فشبعنا وقلتم لن تكون هناك ضرائب جديدة فصدقنا وانكم لن ترضخون لشروط الصندوق الدولي فاستبشرنا بأخباركم النفيسة وقاطعتم حكومة من صنع أيديكم فهللنا وعدتم اليها فهللنا أيضاً وقلتم عدنا لخدمة الناس فقط فاذا بكم تضعون أنفسكم في موضوعي الموازنة وتعينات الرئيس في مكان سخيف لايليق بكم فأضحكتم كثيراً وأبكيتم كثيراً .
قلتم لا إمكانية لمحاكمة الفاسدين وهرول بالملفات التي تقطع رؤوساً وجئنا معكم باستحالة المحاكمة والمحاسبة ولكنكم حاسبتم بقوّة وحكمتم بغلظة على من قال بمحاكمة الفاسدين وقلنا القاعدة المعتمدة من قبل جهابذتكم ( الضرورات تبيح المحظورات ) ورددناها عند كل مخالفة لأقوالكم وأغلقنا معكم ملفات السياسة كونها تضر بمصالح نحن أعجز عن فهمها وحاولنا أن نفهم الجهابذة في ملفات احتياجات الناس من المأكل الى المشفى فوجدنا مايشبه أقوالكم في السياسة تأتون بحيتان المال الى السلطة وملفاتكم تشمل هذه الحيتان وترفضون أي إدانة لحوت من هذه الحيتان تماماً كما هو حالكم مع التجّار اذ أن القاصي والداني أبلغكم بأن الضاحية والجنوب الأكثر فحشاً في الغلاء ومع ذلك لم نسمع ممن يغلق أفواه الناس بأنّه أدان فرناً أو تعاونية أو تاجراً بحيث ثبُت لدينا بأن التاجر توفر له السلطة التي تحمونها كل الحماية اللازمة لأسباب نعلمها في الشراكة والمصالح القائمة والتي نهبت اللبنانيين بأشهر ما نهبه السياسيون بسنيين .
لا أعرف مستضعفاً يقتل مستضعفاً خدمة لمستكبر ولا أعرف طالب آخرة يشحذ كل قواه لخدمة طالب دنيا ولا أعرف كيف يحرص مقاوم على حياة مقاول وزد على ذلك ما شئت فهل هي عجب السياسة أم أعاجيب السياسيين ؟