ينتظر أن تشكّل إعادة اطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل محطة الاهتمام الاولى مع وصول الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت ربما هذا الاسبوع.
وتُحاط زيارة هوكشتاين هذه المرة بأهمية بالغة، مع الحديث المتزايد الذي سبقها عبر القنوات الديبلوماسية بأن المقاربة الاميركية لملف الترسيم اكثر عناية من السابق، سعياً الى بلوغ اتفاق في اقرب وقت بين لبنان واسرائيل. وبحسب المعلومات فإنّ هوكشتاين سيقوم بجولات مكوكية بين لبنان واسرائيل تسبق وتواكب انطلاق المفاوضات التي يرى الاميركيون وجوب ان تبدأ فوراً، لبلوغ اتفاق يخدم مصلحة الطرفين.
وسألت "الجمهورية" مراجع سياسية معنية بملف الترسيم، فأعربت عن الامل في بلوغ تقدم، ولكن لا نستطيع ان ان نقول شيئا اضافيا قبل ان نرى ما يحمل هوكشتاين في جعبته.
على انّ ما لفت الانتباه، حول ملف الترسيم، ما كتبه الديبلوماسي الاسرائيلي الذي شغل منصب السفير السابق لإسرائيل في مصر، حيث قال ما يلي:
- انّ المفاوضات الناجحة ستكون بمثابة نعمة دبلوماسية مهمة لإسرائيل وتساعد في حل أزمة الطاقة الحادة في لبنان.
- سيزور الوسيط الاميركي البلدين هذا الأسبوع لحل قضية 860 كيلومترًا مربعًا (332 ميلًا مربعًا) المتنازع عليها. وقد تمكن من إقناع الجانبين بالعودة إلى المحادثات.. على السطح، يبدو أن الظروف الملائمة قد نشأت للتوصل إلى اتفاق.
- لا يبدو أن حل أزمة الطاقة الشديدة في لبنان يلوح في الأفق، على الرغم من تسليم إيران أربع ناقلات نفط إلى البلاد، وعلى الرغم من التزام مصر بتزويد الغاز الطبيعي عبر الأردن وسوريا. إن استخراج الغاز الطبيعي من الشواطئ اللبنانية في إطار اتفاق مع إسرائيل سيوفّر حلاً مناسباً طويل الأمد لأزمة الطاقة في البلاد.
- إن الجانب اللبناني قلق بشأن أجندة إسرائيل الخفية، وتحديداً أنها ستستخدم المحادثات لمتابعة التطبيع الدبلوماسي بين البلدين. وقد ضاعفت الثرثرة في الجانب الإسرائيلي من هذه المخاوف. وبالتالي، فإن أمام هوكشتاين مهمة صعبة تنتظره.
- في الآونة الأخيرة، ذكرت تقارير لم يتم التحقق منها أنه (هوكشتاين) يفكر في تهدئة هذا القلق اللبناني باقتراح أصلي: بدلاً من تقسيم المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ما قد يخلق مشاكل فنية وإدارية في المستقبل، سيكون اتحاد الطاقة الدولي مسؤولاً عن استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها بالكامل ثم تخصيص الغاز لإسرائيل ولبنان على أساس مفتاح التوزيع الذي حدده الوسيط الأميركي الأول فريدريك هوف. وفقاً لاقتراح هوف، سيذهب 55 % من إجمالي الغاز الطبيعي في المنطقة المتنازع عليها إلى لبنان والباقي إلى إسرائيل.
- قالت إسرائيل بالفعل في الماضي إنها تقبل مخطط توزيع هوف. إذا تخلّى لبنان عن مطالبته بمزيد من الأراضي، والتي تمتد إلى حقل غاز كاريش البحري الإسرائيلي، وفي ضوء الظروف التي تطورت، فإنّ احتمالات إبرام صفقة إسرائيليّة لبنانيّة معقولة.
- التدخل الأميركي في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية. ولتجنّب تخريب الجهود في هذا المنعطف الهَش، يجب أن تظل أبواق إسرائيل صامتة حتى لا تُحرج الجانب اللبناني أو تجتذب ضغوطا داخلية يمكن أن تفسد أي ترتيب.
- في رأيي، بالنظر إلى الظروف التي تحققت، نحن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق. إذا نجحت المحادثات، فسيكون ذلك إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا لإسرائيل.