رفضت مصادر ديبلوماسية عربية إبداء اي تعليق على قرار الرئيس سعد الحريري بمغادرة الحياة السياسية، واكتفت بالقول: «لطالما كانت علاقتنا طيبة مع الرئيس الحريري، وهو شخصية نقدّرها ونحترمها، ولكن في ما خصّ قراره فليس لدينا أي تعليق».
ad
ولفتت المصادر التي تمثل دولة عربية بارزة، الى «انّ الحل او الحلول لأزمة لبنان ينبغي ان تصدر منه اولاً، ومسؤولية كل الاطراف ان تتفق على بلورة هذه الحلول، ومن ثم يأتي دور الاشقاء والاصدقاء».
واشارت المصادر، الى انّ «ما تريده الأسرة العربية للبنان هو ان يتجاوز ازمته وينعم بالاستقرار، ويجنّب كل ما من شأنه ان يمسّ هذا الاستقرار ويخلق اجواء توتر تلحق الضرر الكبير باللبنانيين وتفاقم الأزمة التي يعانونها».
ورسمت المصادر خارطة اولويات أمام كل الاطراف اللبنانيين، تتلخص بما يلي:
- اولاً، دعم الحكومة اللبنانية، والالتفاف حولها لتتمكن من إجراء الاصلاحات الكفيلة بوضع لبنان على سكة الخروج من الأزمة. ونحن نقدّر ما يبذله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا المجال.
- ثانياً، عدم الوقوع في خطأ تعطيل الانتخابات، حيث لا بدّ من إجرائها في موعدها، ولا نرى مصلحة للبنان في تعطيل هذا الاستحقاق. علماً اننا نسمع من كل القيادات اللبنانية ومن كل المسؤولين ما يؤكّد انّ هذه الانتخابات ستجري. الّا انّ المناخ السائد حالياً في لبنان بدأ يزرع القلق على هذه الانتخابات.
- ثالثاً، انّ العرب بأجمعهم، يريدون مصلحة لبنان، وعلى لبنان أن يبادلهم بالمثل، والمبادرة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي الى لبنان تشكّل فرصة لإعادة العلاقات الطبيعية مع دول الخليج. فهناك هواجس لدى دول الخليج لا بدّ من ان يعمل لبنان على تبديدها، من خلال إجراء نهائي وحازم بعدم التدخّل في شؤون اي دولة عربية، ما يعني الهجومات التي يشنّها بعض الأطراف اللبنانيين في اتجاه بعض دول الخليج، فهذا الامر أساء لتلك الدول، فضلاً عن انّه إن استمر على هذا المنحى المتفلّت، سيلحق الضرر الكبير جداً بلبنان، وسيُبقي أبواب الأشقاء موصدة في وجهه. ولا يقلّ خطورة عن ذلك موضوع المخدرات واستمرار عمليات التهريب في اتجاه تلك الدول، وهو ما يتبدّى في ما يُكشف عنه في المطار او في المرفأ. إذ انّ لبنان لا يستطيع ان يبقى في موقع العاجز عن ضبط هذا الامر.