عشرات بل مئات المواقف التي أثبتت عدم صحتها أو تبين أنها مجرد اوهام، لكنها دخلت الى ذاكرة جمهور الحزب ولم تخرج ولم تصحح، واستمرت كحقائق وبديهيات بالرغم من ثبوت خطئها، حتى أنك تجد هذا الجمهور غير معني بالوقوف على نتائج الكثير من تلك الاحداث فضلا عن محاسبة مزوريها.
ولو أردت أن أستعرض كل تلك الخدع لاحتجت الى مطولات، ولكنني في هذه العجالة استذكر على سبيل المثال لا الحصر بعضا منها، فالدخول بالحرب في سوريا الى جانب نظام بشار الاسد، كان بهدف "حماية ظهر المقاومة"، فإذا بمواقع الحزب هناك تتحول الى اهداف سهلة يومية برعاية وتنسيق تام بين الروسي الذي قُدّم لنا كحليف للمحور وبين اسرائيل، وهذا ما اكده بالامس لقاء بوتين – بينيت، حتى أن وباء كورونا بدأ في ايامه الاولى كمؤامرة على الجمهورية الايرانية، وأن إيران انتصرت عليه وافشلت المؤامرة بفضل اللقاح الايراني الذي لم يكن له وجود اصلا.
الرئيس الذي اول حرف من اسمه "ميشال عون"، قدم لهذا الجمهور على انه المنقذ وانه الجبل الذي سوف تتحطم عليه أسطورة الفساد، فإذا بعهده من افشل العهود منذ نشأة لبنان الكبير،
يبقى ان الاكذوبة الاخطر، والخديعة الافظع هي الشعار الانتخابي "محاربة الفساد"، وما حيك حول هذا الشعار الكاذب من حكايات وقصص اين منها قصص الف ليلة وليلة.
واحدة من تلك القصص التي تناقلها جمهور الحزب وروج لها في جلساته وسهراته واجتماعاته الحزبية، هي ان السيد اجتمع مع نبيه بري في جلسة مصارحة ومكاشفة، وقال له بالحرف الواحد "ليك يا نبيه، لي راح راح، بس من هذه اللحظة، بدنا نبني دولة، وبدنا نمنع الصفقات والمحسوبيات والمحصاصات، طبعا فما كان من الاستاذ ( بحسب الرواية التفنيصة ) الا ان وقف ووضع يده بيد السيد موافقا ومبايعا على محاربة الفساد سويا"
وما ان انتهت انتخابات ال2018 ، واغتصاب الثنائي الشيعي اصوات المقترعين وفازا بالتمثيل الشيعي، حتى بدأنا نسمع بنفس تلك السهرات والجلسات والاجتماعات حكاية جديدة مضمونها، وحدة الطائفة – نحن نريد ولكن بري لا يريد – محاربة الفساد في لبنان اصعب من محاربة اسرائيل – وامثال تلك المبررات والاقاويل وصولا الى تسمية نجيب ميقاتي ( وما ادراك ما بنجيب ميقاتي ) رئيسا لحكومة سميت زورا وكذبا بحكومة الانقاذ وإعطائه الثقة.
وهذه الايام عشية الانتخابات القادمة، ها هو الحزب نفسه يخترع شعارات مخادعة جديدة عمادها العداء للسعودية واميركا (وبينهما القوات اللبنانية بعد افتعال حادثة الطيونة التي لم نعرف نتائج التحقيق فيها حتى الان)، وان الطائفة مستهدفة واللبنانيون الشيعة بالخصوص هناك رهائن ومهددون بالطرد، وهذا ما لم تؤكده الاحداث ولا الوقائع ولكنها للاسف ترسخ في عقول وتفوس هذا الجمهور لان السيد هو من قالها ليس الا ..... فإلى متى سوف يبقى هذا الجمهور بذاكرته السمكية؟! ام ان الدولار والاموال التي توزع منذ الان وصندوقة الاعاشة وبرميل المازوت هو السبب في قصر تلك الذاكرة ؟