في رصد لردود الفعل حيال دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى طاولة الحوار، يتبدّى انّه ما خلا التبنّي اليتيم لهذه الدعوة من قِبل «التيار الوطني الحر»، لم تجد دعوة عون الى الحوار من بين الاطراف السياسية من يتلقفها بشكل جدّي.
ad
وخلافاً لما تؤكّد عليه مصادر رئاسية بأنّ هذا الحوار فرصة لبلورة تفاهم على أساسيات، من شأنه يضبط المسار الداخلي في الاتجاه الصحيح الذي يضع الأزمة على سكة العلاج، فإنّ معظم الاطراف السياسية ترى انّ هذه الدعوة لا في زمانها ولا في مكانها، وتعتبرها متأخّرة.
وبحسب مصادر معارضة للعهد، فإنّ «الحوار يفترض ان يديره حكم وليس طرفاً لكي يوصل الى الغاية المنشودة منه، واما في حالتنا الراهنة، فإنّ دعوة عون الى الحوار محاولة رئاسية واضحة للهروب الى الأمام، ولا يُراد من خلالها بلوغ حلول، بل انّ جوهر ما هو مُراد منها هي من جهة محاولة تبرئة رئيس الجمهورية لنفسه من كونه طرفاً في الأزمة، ومن جهة ثانية محاولة إخراج طرف معين من إحراج وإرباك يجتاحه، والمقصود هنا «التيار الوطني الحر». ثم كيف يمكن ان تلقى دعوة عون الى الحوار استجابة من الأطراف السياسية، وهي قد قامت على قاعدة «تعا ولا تجي»، مهّد لها هجوم شنّه رئيس الجمهورية في كل الاتجاهات، ووضع الجميع في قفص الاتهام، فيما هو برأ نفسه ونأى بها عن أي دور او مسؤولية له او لتياره السياسي حيال تفاقم الأزمة الراهنة. والجواب بالتأكيد اننا لن نمنح البراءة لعون ومن خلاله الى جبران باسيل»؟