عندما قرر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قبل اسبوع اطلالته على اللبنانيين قبل نهاية السنة، حدد مسبقا الرسائل السياسية التي اراد إيصالها الى الاقربين والابعدين.
الرجل من النوع الذي يتقبل كل انتقاد برحابة صدر، ويعطي الاتصالات السياسية مداها الاوسع، لكنه لا يستسيغ مزايدات البعض عليه في موضوع الدستور والصلاحيات التي لطالما شكلت العنوان الابرز للمواجهات السياسية التي خاضها قبل توليه رئاسة الحكومة للمرة الثالثة.
الرؤية واضحة لديه وجل اهتمامه في هذه المرحلة محاولة تخفيف ارتدادات الازمة الاقتصادية والمالية على اللبنانيين ومعالجة الملفات الطارئة والتحضير لاطلاق المفاوضات الرسمية مع صندوق النقد الدولي منتصف الشهر المقبل، بعد اجتماعات تمهيدية عدة جرت مع مسؤولي الصندوق ويواكبها باجتماعات وزارية يومية في السراي الحكومي لانجاز كل ملفات التفاوض.
بوضوح تام وجه رسائله في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس وابرزها الاتي:
- إنني اول المتضررين من تعثر عمل الحكومة التي اتحمل في النهاية المسؤولية الأولى عنها، ولكن الصحيح أيضا أن مزايدات البعض في هذا الإطار والتعامي عن مخاطر الاقدام على تأجيج الخلافات، سيدخلنا في تعقيد أكبر وقد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.
- عندما إنسحبت الدولة من تحت عباءة القانون الى سطوة السلطة السياسية المذهبية، بدات معالم تحلّلها وغياب قدرتها على القيام بمهامها كجهاز مؤتمن على تنفيذ السياسات والاستراتيجيات والخطط الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، وغيرها.
- اي تسوية على حساب المؤسسات لن اقبل بها، ولا يمكن أن اقبل بمقايضة موضوع عقد جلسات لمجلس الوزراء باي تسوية غير مقبولة مني شخصيا ومن عائلتي وعائلات ضحايا المرفأ وغالبية اللبنانيين، ومن المجتمع الدولي.
- في شان مواضيع الحوار أنا اقترح اضافة بند يتعلق بالسياسة الخارجية ووقف التدخل في شؤون خارج لبنان وتؤثر سليبا على لبنان. سياسة النأي بالنفس هي السياسة المرجوة والتي ينبغي التقيد بها.
- علينا العودة الى تطبيق الدستور وروحيته فنعيد الى الحياة السياسية انتظامها، والى الاصطفاف المذهبي حدوده، والى الدستور والقانون حرمته، والى المؤسسات فاعليتها. هكذا نمنع بدعة التعطيل ونحدد مفاهيم الميثاقية التي عندما تتوسع تصبح أداة غلبة وتسلط.
رئيس الحكومة قال كلمته بوضوح أمس ورسم خارطة الحل وعلى الجميع ملاقاته على طاولة مجلس الوزراء، لانها المكان الطبيعي للنقاش والبحث واخذ القرارات بعيدا عن سياسة التعطيل والاعتكاف. وتبقى العبرة في ما قاله بوضوح من أنه يراهن على الحس الوطني لدى جميع الفرقاء لمعاودة عقد جلسات مجلس الوزراء قريبا
المصدر: لبنان 24