أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "المسؤولية الوطنية تفرض الفصل بين التجاذبات السياسية وعمل مجلس الوزراء وعمل القضاء والإدارات العامة ووجود حكومة من دون مجلس وزراء ظاهرة غريبة تبيح التفرد بالقرارات الإدارية".

ad
 

وقال الراعي، في عظة قداس عيد الميلاد، الذي شارك فيه رئيس الجمهورية ميشال عون: "نهيب بالحكومة ألا تخضع للاستبداد السياسي على حساب المشيئة الدستورية فمن واجبها استئناف جلسات مجلسها كي لا يتحول الأمر سابقة وعرفاً ويقيّد عمل الحكومات ورهن مسيرة مجلس الوزراء بموقف فئوي يشكّل خرقاً للدستور ونقضاً لاتفاق الطائف وتشويهاً للميثاق الوطني ولمفهوم التوافق".

 

واعتبر أنّ "هناك من يريد أن يجعل الناس تعتاد على غياب السلطات الدستورية وسائر مؤسسات النظام بغية خلق لبنان آخر لا يشبه نفسه".

 

وتوجّه البطريرك الراعي الى الرئيس عون، بالقول: "لا بد من إنقاذ لبنان بمبادرات جديدة من بينها اعتماد مشروع حياد لبنان لذلك نساندكم كي يستعيد لبنان توازنه وموقعه في العالم العربي وبين الأمم وكي ترفعوا غطاء الشرعية عن كل من يسيء الى وحدة الدولة والشراكة الوطنية، ونؤيد التزامكم بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري وهذه الانتخابات هي ضمان لحصول الانتخابات الرئاسية في موعدها وهي أيضاً فرصة للتغيير عبر النظام".

 

وقال الراعي: "يذهب فكرنا اليوم الى أعزائنا أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذين يجرحون بسبب عرقلة مسار القضاء والخوف على مسار التحقيق".

ad
 

ولفت إلى أنّ اللبنانيين "يعانون الفقر والجوع والحرمان من أبسط مسائل الحياة ونطالب المسؤولين في الدولة بالكفّ عن جريمة تعذيبهم وقهرهم فيما العمل السياسي يهدف الى تأمين الخير العام".

 

وقال: "امتهنوا قهر الشعب ولفّه بثوب الحزن والوجع بدل فرحة العيد ولسنا ندري أهدافهم فنأمل يا فخامة الرئيس أن تتمكنوا مع ذوي الإرادات الطيبة والمخلصين للبنان من ايجاد السبل لتحرير الدولة من مرتهنيها والشعب من ظالميه".