ينزلق الوضع الصحي اكثر فأكثر، والعاصفة الوبائية تهب بمخاطرها على الارجاء اللبنانية، وتنذر بتفشي شديد الخطورة لفيروس "كورونا" ومتحوّراته التي تصطاد يومياً آلاف اللبنانيين، وسط تفسخ رهيب في خطوط الدفاع الصحيّة، وتراجع مريع في الاجراءات الوقائية، وهو الامر الذي دفع المؤسسات الصحية على اختلافها الى دق ناقوس الخطر من الاجتياح الوبائي، ونتائجه الكارثية التي تؤكد مصادر طبيّة لـ"الجمهورية" انها "قد تكون فوق المتوقع بكثير، اضافة الى انها اكبر بمسافات خطيرة جدا من قدرة المستشفيات في لبنان على استيعاب الإصابات وتوفير ما يلزم من علاجات، خصوصا ان هذه المستشفيات هي في الاصل في حالة مرضية تنازع مالياً من اجل استمرارها، وجراء فقدانها عناصر الاستمرار بدءا بالمحروقات وصولا الى الشح في عدد الأسرّة والأمصال وما الى ذلك".
ولفتت المصادر الى ان اعداد الاصابات في تزايد كبير جدا، خصوصا بمتحوّر "اوميكرون" الذي قفز عدد الحالات المثبتة فيه حتى الآن فوق السبعين اصابة، وسرعة انتشاره تنذر باعداد كارثية في مدى غير بعيد، وهذا سيدفع حتما الى اتخاذ اجراءات وقائية قاسية تصل الى حد الاقفال النهائي للبلد للحؤول دون "الانهيار الوبائي".
وفي السياق اعلن مختبر تشخيص "كورونا" في الجامعة اللبنانية، في بيان امس، عن حوالى ستين إصابة مؤكدة بمتحور "أوميكرون" في لبنان، سجلت لوافدين عبر المطار من دول افريقية عدة ومن اسبانيا والولايات المتحدة الاميركية ودبي، مشيرا الى ان "عدد كبير من الحالات قيد التحقق".
وإذ أوصى المختبر بالتزام الإجراءات الوقائية وأخذ اللقاح لتفادي الكارثة المقبلة، قال الاستاذ والباحث في العلوم البيولوجية في الجامعة اللبنانية البروفسور فادي عبد الساتر: "ان مرحلة ما بعد دخول "أوميكرون" إلى لبنان ليست كما قبلها بالنظر إلى سرعة انتشار هذا المتحور في دول عدة نسبة التلقيح فيها مرتفعة ومع وصول أعداد كبيرة جدا من المسافرين إلى لبنان واقتراب الأعياد، وكل هذه العوامل من المحتمل جدا أن تكون سببا في ارتفاع صادم لعدد الاصابات".