المتتبع لردود افعال حزب الله على مسار التحقيقات في قضية إنفجار الرابع من آب، يدرك سريعا حجم الرعب والخوف الذي ينتاب حزب الله، ومساعيه الحثيثة والدائمة لإيقاف هذا التحقيق وما يمكن أن يكشفه من معطيات وصولا طبعا للقرار الاتهامي المرتقب، حتى بات هذا الامر شغل حزب الله الشاغل بكل دوائر القرار فيه إبتداءا من أمينه العام مرورا بكتلته النيابية وصولا الى كل اجهزته الإعلامية محصورة بالتخلص من القاضي بيطار كما سلفه القاضي صوان.
فلو سلمنا جدلا بأن النيترات المخزنة بالعنبر 12 تعود كما كشفت الوثائق للنظام السوري الذي كان يستعملها للبراميل المتفجرة التي كان يرميها فوق رؤوس أطفال ونساء الشعب السوري، وكانت هذه الشحنة طيلة فترة مكوثها بالمرفأ تحظى بحضانة وحماية الحزب، فإن هذا الكشف لن يزيد شيئا على حقيقة إجرام نظام الاسد الذي يعرفها القاصي والداني، ولا هي سوف تكشف سرا جديدا عن طبيعة التنسيق والتعاون بين الحزب من جهة وبين هذا النظام المجرم من جهة ثانية.
أضف الى ما تقدم، فأنا لا أوافق من يقول بان خشية حزب الله إنما تكمن من وصول التحقيقات الى نتيجة مفادها أن التفجير هو نتاج إعتداء إسرائيلي وبالتالي وضع الحزب أمام " واجب الرد "، وهذا يعني وفتح جبهة الجنوب والدخول في حرب لا يريدها ولا يسعى اليها في هذا التوقيت، لأن الحزب بإمكانه إمتصاص الضربة كما الضربات شبه اليومية التي تشن عليه في سوريا من دون ان يحرك ساكنا أو كالاحداث الامنية التي تحصل بالداخل اللبناني وتحمل البصمات الاسرائيلية ( عين قانا – مقتل شاب على الحدود – إنفجار الصرفند – شاطىء الجية .. ) كل هذه الاحداث ومثيلاتها يمكن إستيعابها والخروج من حراجة الرد بمقولة "إسرائيل المرعوبة " و "القلقة " وانها " تقف على إجر ونص " ... وكفى الحزب شر الرد، تماما كسيمفونية " الزمان والمكان المناسبيين " .
إذن ما هو منشأ هذا الرعب والخوف عند الحزب، ولماذا تحول "قبع" البيطار الى الهدف رقم واحد في اجندة الحزب ؟؟ ولاجل هذا الهدف يتم تعطيل الحكومة ومنع جلساتها في أحلك وأصعب ظروف إقتصادية تمر على البلاد والعباد ؟
أعتقد أن الخوف الحقيقي عند الحزب وعند أمينه العام تحديدا هو ببساطة أن في لبنان قاضي قال لهم " لا " وقال لهم أنا لا يرعبني لا وفيق صفا ولا تهديدات وفيق صفا،، قاضي قال أنا أعمل وفق القوانيين المرعية وتحت الدستور ولا تعني لي خطاباتكم ولا تهديداتكم ولا حتى أعداد مقاتليكم ... هذا اللا خوف، هو الذي يرعب حزب الله .