إنتهت انتخابات نقابة المحامين بخسارة مجموعات انتفاضة 17 تشرين، بعد ان كانت حققت انتصاراً بإيصال نقيب يمثلها في الدورة السابقة، فانقسمت هذه المجموعات الى لائحتين ما ادّى الى خسارتها، ويبدو انّ الخلاف سينعكس على الانتخابات النيابية المقبلة، حيث أنّها حتى الآن لم تنجح في توحيد صفوفها ضمن تحالف انتخابي وبرنامج واضح.
ويجوز اليوم تقييم تجربة ثورة 17 تشرين في نقابة المحامين. فما الذي تغيّر في الأداء؟ وما هي الإنجازات الواضحة؟ كانت تجربة نقيب الثورة فرصة ذهبية لتثبت انّها مختلفة من حيث الأداء والممارسة، وكان الإنجاز ان تدعم قوانين مهمة وتحارب لأجلها.
ad
ونوجّه سؤالاً اليوم الى مجموعات الثورة والحراك المدني والمعارضة: «على شو مختلفين؟»، هل الخلاف على الأسماء؟ هل الخلاف على من يريد الوصول الى المواقع؟ إذا كان الامر كذلك فلا فارق بينكم وبين الاحزاب، ولا تغيير جذرياً في العقلية التي ادّت الى تعتيرنا في الأساس.
وإذا لم يكن الخلاف على الاسماء، فهل انتم مختلفون على الأفكار والخطط؟ وأين هي برامج عملكم؟
- فهل انتم مختلفون على دعم قانون الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، وهو قانون اساسي في مكافحة الفساد؟ هل هذا القانون لا يعني لكم شيئاً او انكم غير مقتنعين بمبدأ الشفافية؟ أوضحوا لنا موقفكم منه. نشرنا القانون ووزعناه، فقدّمه تكتل «لبنان القوي» للمجلس النيابي، ولكن لا متابعة لإيصاله الى الجلسة العامة، كما أوردته «الكتلة الوطنية» ضمن برنامجها، ولكن لا إشارة له بإلحاح، ودعمته النائب بولا يعقوبيان وهي مشكورة على ذلك، غير ذلك لم نرَ منكم أي اهتمام بالقانون.
- أم انكم مختلفون على اهمية تطوير قطاع التعليم الرسمي، فطرحنا خطة خصخصة إدارات المدارس الرسمية بواسطة مؤسسات تعليمية ناجحة، فلم نسمع منكم تعليقاً، كما لم نسمع حلاً بديلاً لأزمة التعليم الرسمي في لبنان.
ad
- هل تختلفون على نشر تقارير تدقيق المصرف المركزي التي اعدّتها شركتا «ديلويت اند توش» و»ارنست اند يونغ» على مدى 26 عاماً، وهو ما طالبنا به مراراً؟ فهل تؤيّدون هذا المطلب ام لا، فلم نسمع رأيكم به؟
- أين أنتم من مطلب إعادة الودائع للناس لإعادة الثقة، فلم نسمع مطالبتكم، وهل تملكون حلولاً لها؟ طرحنا حلولاً عبر هذه المقالات ولم نسمع تعليقكم، فهل هذا الموضوع خارج اهتمامكم؟
- هل انتم غير مقتنعين بأهمية تغيير الإجراءات الإدارية في الدولة للوصول الى ادارة عامة فاعلة تسهّل الاستثمار؟ ما هو موقفكم من هذا الموضوع لم نسمع رأيكم حوله؟
- هل انتم مختلفون على الوسائل لخلق اقتصاد منتج، وتفعيل التصدير، وفتح الحوار مع الدول العربية المجاورة لوقف الحصار، ودعم السياحة والصناعة والزراعة؟
- ما هي مواقفكم من الاحتكار بكل أشكاله وأنواعه؟
- ذكرنا سابقاً عن ضرورة إلغاء كافة القوانين والضرائب التي «تُهشّل» المستثمر من لبنان وتحرمه من فرص أساسية؟ ما هي مواقفكم من هذا؟
ونسأل، هل بينكم حوار حول هذه النقاط المذكورة وغيرها، والتي تؤثر على مستقبل البلد؟ وإذا كان الحوار موجوداً، نرجو اطلاع الجميع عليه، لتشاركوا المواطن أفكاركم حول هذه النقاط الحيوية المهمّة.
ad
وإذا لم يكن هناك حوار، فماذا ستقولون للناس في وقت الانتخابات؟ وعلى أي اساس ستطرحون انفسكم بديلاً من السلطة الموجودة؟.
كم كنا نتمنى ان تطلقوا هذا الحوار في ما بينكم، وتطلعوا الجميع عليه، لتتضح الافكار وتخلقوا مشاركة بينكم وبين الأوادم في هذا البلد.