قال دولة الرئيس ميقاتي بالأمس أنّ ما أعجبه بمناسبة عيد الإستقلال هو قول أحدهم: الطبقة السياسية اللبنانية تحتفل بعيد الإستقلال "المفقود" كاحتفال المرأة المُطلّقة بعيد زواجها، ممّا أثار حملة استنكارٍ نسوية ضدّ ذكوريةٍ ما عند دولة الرئيس ميقاتي، إنّما ما فات "شطارة" دولته، هي الموعظة الحسنة في ذلك، فالمرأة التي نالت حُريتها، وملكت أمرها بعد طلاق من لا تُرجى مُعاشرتُه، ولا يُراعي حرمةً ومودّة، إنّما يحقّ لها أن تحتفل بيوم زواجها ويوم طلاقها، أمّا العجيب الغريب هو احتفال حُكّامنا "الفاسدين" باستقلالٍ ضيّعوه، وسيادةٍ فرّطوا بها، وليكن في علمك يا دولة الرئيس أنّ الطلاق في معظم الأحيان هو نِعمةٌ لا نقمة، فأشهر وأعظم خليفةٍ أمويّ كان عبدالملك بن مروان، وكان يُقالُ له: أبو الذّبان، لشدّة بَخَره، يريدون أنّ الذباب يسقُط إذا قارب فاهُ من شدة رائحته، قال أبو اليقظان: نبذ عبدالملك بن مروان إلى امرأةٍ له تفاحةً قد عضّها، فأخذت سِكّيناً، فقال لها: ما تصنعين؟ قالت: أُميطُ عنها الأذى، فطلّقها، فكان نِعم الطلاق ممّن تقتل رائحة فمه الذباب.
إقرأ أيضا: .الرئيس القوي لا يقوَ إلاّ على توجيه الرسائل للمجلس النيابي والشعب
في محصلة الأمور يا دولة الرئيس، الشعب اللبناني الصابر المحتسب يُريد منكم الخُلعَ لا الطلاق، وهو في سبيل ذلك بذل لكم كلّ ما يمتلك، الودائع المصرفية والمالية في حوزتكم، يشقى ليل نهار لتُكدّسوا الثروات التي توزعونها على زوجاتكم وأولادكم وأحفادكم، وخليلاتكم بالطبع، أمّا النّقد الذي تمنّون علينا به فقد أصبح بلاقيمة، ولا حول ولا قوة له أمام جبروت الدولار، لذا يتوق هذا الشعب بما تبقّى لديه من قدرةٍ وحيوية في خلعكم في أقرب وقت ممكن، والحال لم يَعد يُطاق، وأبواب الهجرة باتت محدودة بفضل سياساتكم الخارجية الخرقاء،ولكن من أين لهذا الشعب قاضيَ خُلعٍ يحكم بخلعكم، قبل أن تُبادروا إلى خلعه، أو على الأصحّ الى "قبعه".