من سنواتٍ يعدوننا بقانون انتخاباتِ عادل، من سنواتِ يعدوننا بمكافحة الفساد، ومنذ أكثر من سنة يعدوننا بتأليف حكومة مُستقلّة جديدة، حتى إذا تألّفت، تبيّن أنّها مُرتهنة، وممنوعٌ عليها أن تجتمع حتى ترضى عنها الثنائية الشيعية، و"تقبع" القاضي طارق البيطار من مهمّته، من سنواتٍ يعدوننا بجمع النفايات، منذ أكثر من سنة يعدوننا بالبطاقة التموينية، منذ سنواتٍ يعدوننا بتغذية كاملة بالتيار الكهربائي، حتى وصلنا للعتمة الدائمة، منذ أكثر من سنة ونصف يعدوننا بتحقيق العدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت النووي في الرابع من شهر آب عام ٢٠٢٠، والله عُرقوب أرحم منكم. وهذه حكاية عرقوب ننشرها للفائدة:
قال ابن الكلبي عن أبيه: كان عُرقوب رجلاً من العماليق، فأتاهُ أخٌ له فسأله شيئاً، فقال له عرقوب: إذا أطلع نخلي.(أطلع النخل: خرج طلعُه) ،فلما أطلع أتاه، قال:إذا أبلح. فلما أبلح أتاه، فقال: إذا أزهى (تلوّن ثمره بالحمرة والصفرة).فلما أزهى أتاه، قال: إذا أرطب. فلما أرطب أتاه، قال: إذا صار تمراً. فلما صار تمراً جدّهُ من الليل ولم يُعطِ أخاه شيئاً.