بعد عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم ينتظر ان تنشط الاتصالات والمشاورات داخليا ومع بعض العواصم العربية والدولية لبلورة مخرج للازمة، وفي هذا الحل لن ينعقد مجلس الوزراء قبل توافر هذا المخرج حيث يصرّ رئيس الحكومة وبعض المعنيين على استقالة قرداحي لتجنّب تفاقم الازمة مع السعودية خصوصا ومع معظم دول الخليج عموما، فيما يصر أفرقاء آخرون على عدم استقالة الرجل لاقتناعهم أنه لم يخطىء كوزير وانه اتخذ الموقف من حرب اليمن قبل توزيره وان الموقف السعودي منه ليس في محله.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" ان استقالة قرداحي من عدمها متروكة على همته اولاً ثم على همّة الفريق الذي ينتمي اليه او يدعمه ثانيا، ولكن حتى الآن لم يبدِ الرجل اي استعداد للاستقالة. لكن تيار "المردة" الذي وزّره في الحكومة، بحسب قول النائب طوني فرنجية، "يضع المصلحة الوطنية قبل كل شيء ولذلك لو رأى ان استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي توقف الازمة ولو أنه لم يخطئ كان سيتشاور معه، علماً أن قرداحي غير ملتزم بالتيار ويتمتع بالاستقلالية في الاداء والرأي".
وقال: "نحن إلى جانب قرداحي في كلّ ما يفعله"، لافتا إلى أنّ "الاستقالة هي أهون الشرور، وبإمكاننا الانسحاب والتفرّج، إلّا أنّ المصلحة الوطنيّة تقود موقفنا الذي لا يفترض أن يكون ضعيفًا وجبانًا حتّى يخدم لبنان. فمن يخضع مرّة يخضع مئة مرّة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأنّنا لا نتصرّف كدولة واحدة بتعاضد".