بعد خطاب القوّة لأمين عام حزب الله و رد رئيس حزب القوّات بمنطق مشابه له يلخص رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي أزمة التعاطي الخاطىء والتي انتهجتها الحركة الوطنية آنذاك بقيادة كمال جنبلاط من خلال إقصاء حزب الكتائب أو ما سميّ باليمين المسيحي والتي تتكرراليوم مع الدعوات الخاطئة الإقصائية والتي لا تفيد أحداً ولا تلغي أحداً بل تجر لبنان الى ساحات مفتوحة على الحروب .
كما ودعا جنبلاط الى التماثل مع مصالحة الجبل بإجراء مصالحة عاجلة ما بين الشياح وعين الرمانة لترسيخ العلاقة بين المنطقتين حتى لا تتكرر مشاهد القنص واستخدام السلاح بعد أن استقال الجميع من مهمّة الحروب الداخلية .
وصول جنبلاط الى خيارات سلموية تشير بشكل واضح الى الإستفادة من التجّارب المرة التي خاضها في كل الإتجاهات وباتت ذهنيته الجديدة مستمدة أيضاً من عمريه السياسي و الطبيعي والذي يفرض تعقلاً لا حماسة زائدة تدهورالبلاد والعباد وتعيد اليهم من جديد أسواق المقابر بعد أن تم إغلاق أسواق العمل وأخذت الأزمة الإقتصادية منحدرها الخطير في ظل سياسة سلطوية عمياء لا ترى خطورة الأزمة بقدر ما ترى ما يلبي استثماراتها في السياسة والمال .
أمام الحاجة الى عدو داخلي ونزعة الآخر الى الوصول سريعاً على سُلم العداء الشرس وتعقّل صاحب العقل بعد تدهور مزمن لا وجود لحكومة متنكرة بألف قناع بحيث تلبي بأقنعتها حاجة الطبقة السياسية التي جعلت منها حيّزاً في ظل استحالة أن تكون حيّزاً في أيّ وسط مهما ضاقت مساحته فتبتسم لزعيم هنا وتخضع لزعيم هناك وتطنش عن شعب بات أسوأ من الحكومات ومن الطبقة السياسية ومن التجّار ومن لصوص الهيكل اذ قعد القرفصاء بعد أن تناوشته أياد كثيرة من إدعياء الثورة وكل من طبّل بطبلة التغيير ونام على وعد بدور أو على مساعدة باعها واكتفى بشاهد على باب عمارة أو سفارة ومن راقه الجلوس في حضور الزائرين من دول تستصغر اللبنانيين سواء أسموا أنفسهم معارضة أو كانوا سلطة كما كان حالهم يوم جلسوا عبيداً في حضرة المندوب السامي مستمعين لتعليماته دون حركة أو بركة غير متوفرة فيهم .
يقال أن النوّاب أيضاً كحكومة البخور التي لا توزع سوى العيدان و الكبريت كما فعلت مع شهداء الطيونة هم آخر المنسيين ولا شأن لهم بشيء إلاّ بقدر ما يجد لهم دولة الرئيس بري ما يشغلهم به فيوزع عليهم اللجان كي يستحقون رواتب لا يستحقونها لتصبح المطالبة بالزودة فضيحة أخرى وعيباً أخلاقياً لممثلي أمّة منكوبة وهم متخمون فلا يجود صاحب كتلة إلا ومتخم الى حدّ الرقبة .
يعاب على لبنان بممثلين فاسدين وبجماعات حزبية فاضحة لا شيء فيها يصلح لنيابة أو وزارة ومع ذلك تصرّ الزعامات المستوزرة و المستنوبة على الإتيان بأسوأ الأسماء طالما أنّ الشعب ينتخب حمار البيك كما كان الأجداد يفعلون ولكن لا تحقير للأجداد الأميين في ذلك ولكن العيب كل العيب في المتعلمين الذين يتقنون صنع أجدادهم بمهارة عالية فينزلون الورقة الإنتخابية " زي ما هي" بل ويجعلون من شهاداتهم العلمية مماسح لحذاء سياسي هنا وطائفي هناك .
بعض القوّة نحتاجها في قوت العيش من الرغيف الى البنزين و المازوت والغاز والماء و الكهرباء والمواد الغذائية وفرص العمل و الحياة الكريمة التي فقدناها بفعل سياساتكم المدمرة لقد عشنا حياة عزيزة وبتنا في ذلّة لا ذُل أذلّ من ذلك ونعلم كل العلم أنّكم أعزّاء في ثرواتكم المنهوبة لذا لن تعرفوا معنا ذُلنا لذلك نحن في وادي موسى و أنتم على جبل فرعون ولا عاصم لنا سوى الثورة التي لن تأتي .