الترهيب الذي يمارس على المؤمنين بدولة القانون والمؤسسات في لبنان منذ أكثر من عقدين، لم ينفع ولا ينفع، وسنقاوم سلميا ً لأن هذه هي قيمنا وثقافتنا وهكذا تعلمنا، هواياتنا هي الحياة والإنتاجية والتطور والثقافة ... والحياة، وليس الموت.
 

كلمة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله يوم أمس على أثر أحداث 13 تشرين الأول الجاري يستخلص منها ما يلي:

رسالة استمالة للمسيحيين في لبنان، الذين لم يتعرض لهم لا بل حماهم كما قال

تحريض المسيحيين على حزب القوات اللبنانية التي ذكرها في خطابه عشرات المرات وفي ذلك تناغم تام مع كلمة السيد جبران باسيل يوم السبت الماضي التي فيها هجوم عنيف على القوات ... 

رسالة مفادها أنه لا يريد حرب أهلية والتي ذكرها عدة مرات في خطابه

رسالة إلى أهالي الضحايا الذين سقطوا مفادها أنه لا يريد أعمال انتقامية وانه ينتظر نتائج التحقيق وأنه لن يقبل بأقل من تحقيق يدين الطرف الآخر

رسالة إلى الجيش ليبقى تحت السقف المرسوم من قبل حزب الله

رسالة إلى القضاء بكامله لتدجينه 

إظهار قوة (100,000 مقاتل) إلى جانب 150،000 صاروخ ... ليتفادى حرب أهلية كما يقول

 

تعليقي هو التالي:

 

لا الموارنة ولا الأرثوذوكس ولا الكاثوليك ولا السنـّة ولا الشيعة ولا الدروز ولا الطوائف الـ12 الباقية تريد حرب أهلية، وغالبا ً ما تقع الحروب دون أن يكون أطرافها يريدونها وهذا هو واقع 70 % من الحروب، أبرزها الحرب العالمية الأولى التي ذهب ضحاياها أكثر من 25 مليون قتيل، فلا روسيا ولا بريطانيا ولا فرنسا كانت تريدها وراحت تستعرض قواها مما أدى إلى الحرب. إذن إن إظهار القوّة الذي يهدف إلى تفادى الحروب الأهلية وغير الأهلية يمكن أن يؤدّي إلى نتائج عكسية.

 

المسيحيون والمسلمون الذين يؤمنون بالدولة ليسوا بحاجة إلى حماية من حزب الله فهم يؤمنون بجيش لبنان وبقوى الأمن الداخلي في لبنان وقد أثبتا عن قدرات مطمئنة ونحن نحتضن الجيش وقوى الأمن على حد سواء ونحثهما باستمرار على الإحتراف وحمايتنا وننتقد التقصير والإداء السيء عندما تدعو الحاجة ولكن ليس هناك من قوة في العالم يمكن أن تثنينا عن احتضان الجيش وقوى الأمن ومحبتهما. 

 

المسيحيون ليسوا ذميين إلا الذي منهم ارتضوا الإلتزام بعقد الذمية دون توقيعه مع حزب الله، فبين شريكين، الشريك الأقوى هو الذي يصنع القرار. المسيحيون والمسلمون ولدوا أحرار ويموتوا أحرار وأيام الذمية ولـّت والفكر تطور وإلهنا الواحد إله محبة. 

 

بهجوم السيد حسن بالمباشر على حزب القوات وعلى الدكتور سمير جعجع، ارتفعت شعبية هذا الحزب بشكل ملحوظ.، وزادت كثيرا ً ليل أمس وهذه نتيجة عكسية لمرمى ما قيل.

 

لا يمكن طمأنة اللبنانيين مسيحيين ومسلمين أن الذي لديه 150،000 صاروخ ومئة ألف مقاتل، هي للدفاع عن لبنان ضد إسرائيل وضد التكفيريين فقط، هذه الأسلحة قد استعملت بالداخل ومجرد الحديث عنها هو توظيفها في المعادلة الداخلية، وهذا لا يطمئن أبدا ً رغم كل ما قاله السيد في خطابه عن تصرف حزب الله في سوريا تجاه المسيحيين السوريين الذين هم في خط النظام في دمشق ولا دور لهم في صنع القرار في سوريا إطلاقا ً بل هم أكياس رمل للنظام. 

 

حزب الله يسيطر على السلطتين التنفيذية والتشريعية ورئيس الجمهورية هو حليفه غير المشروط وما خطاب السيد باسيل يوم السبت الماضي إلا الدليل على ذلك، فلا فارق بين السيد باسيل ورئيس الجمهورية. 

بقي شيء من الدولة في القضاء وفي الجيش، وما حدث من حوادث مؤسفة يوم 14 تشرين الجاري إلا توظيف في خانة تدجين القضاء والجيش في جو إقليمي مؤات لإيران راعية حزب الله 

الدول الغربية التي تحدث عنها السيد نصرالله في كلمته واتهم الجميع بالعمالة لها (كالعادة، والإتهامات بالعمالة أصبحت لازمة Refrain) لا تريد مواجهة إيران بل تسعى للتفاهم مع إيران وعلى رأسها فرنسا التي تعقد الصفقات بالمليارات مع إيران والتي تساير إيران منذ أكثر من عقد كامل، والتي تتخبط في مبادرتها في لبنان، والولايات المتحدة التي مقابل التصعيد الإيراني في العراق واليمن لا تتحدث إلا عن الدبلوماسية مع إيران، والشركات الأميركية

تنتظر إعادة العمل بالإتفاق النووي بفارغ الصبر لعقد الصفقات بالمليارات مع إيران، إذن هذه الإتهامات الباطلة أن هذه الدول توظف وتحرض في لبنان وتتكل على مسيحيي لبنان ومسلمي لبنان خدمة لإستراتيجياتها التي هي ماشية على كل حال، هذه الإتهامات هي سطحية ولا تقنع سوى السذج الذين يحقنون طائفيا ً ومذهبيا ً مع ما يمكن أن ينتج عن ذلك من نتائج أمنية، لأنه عندما يكون أكثر من نصف الشعب اللبناني في خانة العمالة ماذا يمكن أن ننتظر.

 

 

أخيرا ً الترهيب الذي يمارس على المؤمنين بدولة القانون والمؤسسات في لبنان منذ أكثر من عقدين، لم ينفع ولا ينفع، وسنقاوم سلميا ً لأن هذه هي قيمنا وثقافتنا وهكذا تعلمنا، هواياتنا هي الحياة والإنتاجية والتطور والثقافة ... والحياة، وليس الموت.

عاش الجيش

عاشت قوى الأمن الداخلي

عاش القضاء النزيه

عاشت الحرية والكرامة

عاش لبنان.