أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن "مذبحة الطيونة عبارة عن كمين إسرائيلي، جرى تنفيذه بأيدٍ قواتية، وهو لا ينفصل أبداً عن مشاريع تل أبيب القديمة الجديدة، وهو خطير جداً بالأمن والسياسة، وله ما بعده، وهو يأتي كنتاج لخطط العمليات الأميركية الإسرائيلية التي تعاملت مع لبنان كساحة فوضى وقتل وتصفيات؛ على أنه تم التحضير لها مسبقاً، والقتلة معروفون بالأسماء والصفات".
ولفت، خلال خطبة الجمعة في مسجد "الإمام الحسين"، إلى أن "القاضي طارق البيطار مسؤول عن مذبحة كمين الطيونة، وعن كل فلتان أمني وخراب يصيب هذا البلد، جراء خيانته القضائية لأخطر ملف وطني وهو شريك كامل لمن ارتكب، ولبقية الغرف السوداء التي تعمل للتقسيم، وبالتالي يجب مساءلته ومحاسبته"، محذراً من "أن فريق الخراب الأميركي الإسرائيلي، يعمل بكل إمكاناته لإنشاء إسرائيل جديدة في لبنان عن طريق التقسيم، وتحويل البلد إلى دويلات، وهذا إن شاء الله لن يحصل حتى لو أدّى إلى حرب نووية، فالمطلوب المسارعة إلى توقيف بقية المجرمين ورؤسائهم المحرضين، وتحويل هذه الجريمة إلى المجلس العدلي".
وحمّل المفتي قبلان "مجلس الوزراء مسؤولية إنقاذ البلد من فتنة البيطار، وعصابات القتل العلنية، المعروفة بالأسماء والانتماء. ونؤكّد أن الأولوية لحماية مشروع الدولة والسلم الأهلي، ونزع أنياب الميليشيات ذات التاريخ الأسود والمجازر الشهيرة"، مشيراً إلى أن "من يظن أن كمين مذبحة الطيونة هو النهاية، هو واهم، والقراءات في هذا المجال خطيرة للغاية، والمعطيات أخطر، والبلد الآن في قلب العاصفة، ولن تهنأ الأوكار السوداء لفرحتها، ولا مَن تاريخه القتل والخيانة لهذا البلد".
وأكّد أن "المطلوب، حماية لبنان الواحد، ومنع التقسيم مهما كان الثمن، وبهذا السياق يجب حماية القرار السياسي، والبيئة الأمنية، والطبيعة السياسية للبلد، لأن خونة البلد يعيشون على ضعف الدولة، وضرب الأمن، ولعبة الأقنعة، وفلتان الشوارع".
و أوضح أنه "لا بد من إكبار ناسنا الشرفاء، الذين هزموا مشروع هذا الفريق المتعامل مع الصهيوني منذ ما قبل العام 1982، وما زالوا يضحّون بالغالي والنفيس من أجل هذا البلد العزيز. وأقول لا يوجد أشرف وأعزّ وأكرم على الله تعالى من هذه الطائفة السخيّة بالدماء، والتضحيات لحماية هذا البلد وسلمه الأهلي وناسه الطيبين من كل الطوائف"، موضحًا أنهم "أهل العزاء والوجع ضمن معركة يخوضها الأميركي بكل أدوات حصاره وشبكاته وأقنعته المدنية الخائنة، فضلاً عن الشبكات الإسرائيلية وغيرها، ومع ذلك تراهم أهل عطاء وصبر وتضحية وثبات، بخلفية حفظ لبنان ومشروع دولته وموقعه السياسي. فعظّم الله لكم الأجر أيها الشرفاء الكرام بالشهداء والجرحى الذين لن يضيع دمهم هدراً، ولن يضيع الوطن الذي استشهدوا من أجله إن شاء الله تعالى".
ورأى قبلان أن "هناك فئات مجرمة على مرّ التاريخ تنتهك الحرمات، وتسفك الدماء، وتخون البلاد والعباد، وتتعامل بنزعة الطواغيت المختلفة، تماماً كنزعة فرعون والنمرود، وهو نفس العقلية الصهيونية التي عبّرت عنها بعض المجموعات المجرمة التي اختارت العمالة للصهيوني، وشاركته المذابح والقتل وخيانة البلاد عام 1982، والتي ارتكبت مذبحة صبرا وشاتيلا فضلاً عن مذبحة البلد. واليوم، مع مذبحة الطيونة الخطيرة للغاية، تتجدّد هذه النزعة الإجرامية لهذا الفريق، بعدما أعاد تكوين وجوده عبر برامج سفارة عوكر، ومشاريع تل أبيب، بخلفية تحويل لبنان إلى ساحة فوضى وإبادة وخراب، وهو أخطر تهديد يطال لبنان".
وذكر "أنني أعود وأكرّر العين على حماية لبنان وسلمه الأهلي، وعيشه المشترك، وموقعه السياسي"، معتبرًا أن "الصبر صبران: صبر لمنع الفتنة، وصبر لاقتلاعها".