يوسف فنيانوس – علي حسن خليل – غازي زعيتر- نهاد المشنوق – عباس ابراهيم ... هذه أهم أسماء السياسيين المتهمين بقضية تفجير 4 آب من قبل المحقق العدلي الموكل التحقيق بالقضية القاضي بيطار.
وبنظرة سريعة على الاسماء ندرك أنها لا تنتمي بالعلن إلى حزب الله بالمعنى الفعلي، فالاول يتبع للمردة والثاني والثالث هم بحركة أمل أما ابراهيم فهو موظف عام ولا ينتمي للحزب أيضا.
وأمام هذه الحقيقة فإن المتوقع على فرض ثبوت تهمة "التسييس" و"التصفيات السياسية" كما يدّعي الحزب لتبرير هجومه العنيف على القاضي فإن الاطراف المعنية (أمل – المردة)، هما المعنيان بالتصدي والهجوم لا الحزب ولا أمينه العام، فيما كل ما نراه هو صمت هاذين الطرفين بإستثناء ما ورد على لسان الرئيس بري في كلمته بذكرى تغييب الامام الصدر، والذي جاء كلامه لطيفا هادئا بالقياس مع "صواريخ" السيد وإعلامه.
لا أعتقد أن الحزب وأمينه العام يخشى من الوصول الى الحقيقة المتوقعة من خلال معرفة أنه هو صاحب شحنة النيترات ولا هو يخشى من جمهوره حين انكشاف هذه الحقيقة، فالنيترات هي لصناعة الصواريخ للمقاومة لمحاربة اسرائيل، ولقتال الارهاب وداعش ببراميل بشار في سوريا، أما تخزينها في مرفق عام وبين المدنيين فهذا بنظر جمهور الحزب هو أمر أكثر من طبيعي فهم حاضرون لجعل بيوتهم وغرف نومهم مخازن للمقاومة بغض النظر عن الاخطار المتوقعة، أما على مستوى تداعيات انكشاف الحقيقة فهي بنظر الحزب صفر نتائج ولنا بسليم عياش خير مثال.
اذا ما هو المبرر والدافع والخوف والرعب من إنكشاف الحقيقة، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الضحايا والجرحى وما نتج عن الانفجار هي بنظر الحزب مجرد خسائر جانبية في سياق المعركة الكبرى والتحضير لها.
أعتقد أن السبب الحقيقي الذي يخشاه الحزب وامينه العام، هو إهتزاز صورته الشخصية ومصداقيته فهو كان أعلن بعيد الانفجار بأن شحنة النيترات لا تعود للحزب وأنه لا علم له بها ولا بما يتواجد على المرفأ!!
فالحزب الذي عمل جاهدا وطيلة سنوات وكرّس دعايته الحزبية وإعلامه وجميع أبواقه لرسم هالة من القداسة اساسها ومرتكزها أن السيد الصادق الذي لا يكذب تحت أي مبرر ومهما كانت الظروف، فإذا وعد "إم سمير القنطار" بتحرير ابنها فإنه حاضر للدخول بحرب لا تبقي ولا تذر ويذهب ضحيتها آلاف المدنيين لأنه صاحب "الوعد الصادق"، واذا وعد اللبنانيين بالمازوت الايراني كهبة، فإنه حاضر أن يشتري ( بعد اعتذار ايران ) بواخر المازوت من موازنته وأمواله (تجار شيعة)، ومن ثم بيعها لأنه "الصادق الذي لا يخلف وعده، وعليه فأنا أرى أن مشكلة البيطار وتحقيقه وكشف الحقيقة هي أن السيد قال أنه لا يعرف شيئا عن شحنة النيترات ولم يسمع بالعنبر رقم 12.
أما السبب الثاني، فهو فضح أسلوب عمل الحزب وكيفية إدارة الدولة اللبنانية عبر زرع شخصيات محسوبة بالظاهر على أحزاب حليفة فيما واقع الحال أن هذه الشخصيات ما هم إلا عملاء له مجندون لتنفيذ مآربه ويمسك من خلالهم مفاصل الدولة ووزاراتها.
ويكفي هنا أن نسترجع أحداث إنتخابات 2018 وكيف اشتغلت ماكينة الحزب الانتخابية في دائرة مرجعيون حاصبيا لمرشح "حركة امل" علي حسن خليل .