مع الإنهيار الشامل لكافة مرافق ومؤسسات الدولة اللبنانية، وإزدياد الخوف والقلق من المستقبل المبهم، لا بد من لفتة عن آفة إجتماعية قاتلة ومدمرة للمجتمع، إنها قديمة جديدة وتزداد في مراحل معينة وتتراجع قليلاً في مراحل آخرى وهي ما يسمى ب "اللبناني الحربوق". 

 

 

"اللبناني الحربوق" يزداد ويتعاظم دوره كلما تلاشى دور الدولة المركزية، ومع أزمة المحروقات التى تتعاظم يوماً بعد يوم، نراه يهتم بالعائلة اولاً ومعارفه المقربين جدا بتوفير المحروقات على أنواعها وندرتها. 

 


"اللبناني الحربوق" هو ذاك الكائن الذي يعبر طائفته وعائلته وقريته ومنطقه من المحرمات إلى درجة "القداسة". يتباهى من انه على اتصال ببعض المنافسين في المنطقة والمحيط، يشعر بالفخر أنه على معرفة ببعض الضباط والموظفين الكفار، ويصاب بالنشوة عند مراجعته من بعض أبناء المنطقة لمتابعة موضوع معين او حل مشكلة عن طريقه. 

 

 

"اللبناني الحربوق" هو ذاك العالم بكل ما يجري محلياً، إقليمياً وعالمياً. لديه قدرة خارقة منقطعة النظير، فهو يعلم بأسباب إنهيار الليرة اللبنانية امام الدولار الأمريكي ولديه حلول ايضاً، أزمة المحروقات، لديه عشق لمتابعة الأخبار والحوادث الأمنية وتحليلها، يعلم بالصراع الصيني الأميركي، إلى حد انه يستطيع تفصيل الأزمة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى وكيفية التوصل لحل مشترك بِسد النهضة. 

 


"اللبناني الحربوق" هو ذاك الكائن الذي يستورد من الخارج ويتهرب من الرسوم الجمركية بمساعدة الأصدقاء، هو ذاك الكائن الذي يسرق كهرباء الدولة على قاعدة ان "الشاطر" هو الذي يتخطى الإشارة الحمراء، وهو التاجر الذي يزيد أرباحه بغض النظر عن التهرب الضريبي ودفع العمولات. 

 

 

"اللبناني الحربوق"، يُنظر إليه على أنه شهم وصاحب أخلاق وقيم مجتمعية، فهو لا يبخل على أحد ويحاول مساعدة الجميع (بغض النظر عن الإسلوب وما يترتب على ذلك)، يبدو انها إننا امام مرحلة ستزداد فيها هذه الفئة من الناس. 
أخيراً، كل هذه المفاهيم الخاطئة زرعت بالكثير من عقول الناس لأسباب كثيرة، فعدم الآمانة والنزاهة هم فشل وليسوا بنجاح، ومفهوم "الغاية تبرر الوسيلة" هو مفهوم خاطئ.