لبنان يا وطناً قد ظُلمَ ونُهبَ يا وطناً لم ينل ما يستحق بل نال منه كل شيء يا وطناً قتلوه يا وطناً لوثوه بالجهل والظُلم، يا وطناً لم يبقَ منه سوى بقايا وطن
عندما نتحدث عن الجمال نتحدث عن لبنان، عندما نتحدث عن الفرح نتحدث عن شعب لبنان الذي يصنع من الكوارث ما يُضحك،عندما نتحدث عن الحضارة نتحدث عن لبنان، عندما نتحدث عن الطبيعة الخلابة نذكُر لبنان، لكننا شوهنا لُبنان، لم يعُد لبناننا كما عهدناه دمرنا لُبنان بأيدينا،نحن من نستحق لقب الاولاد العاقين نحن من كُنا عاقين بحق وطننا "امنا لبنان" هي الام التي لمتنا بين ذراعيها نحن من طعنا بها وطعنا بأخوتنا ما ذنبنا بجهلكم ما ذنب الاطفال بجهلكم النصف منا قد هاجروا والنصف الاخر "عايش من قلة الموت" كما يقولون، والاطفال والعجزة البعض منهم يموت بسبب عدم وجود الدواء والطعام وغيره والبعض الاخر يصارع كي يبقى على قيد هذه البقعة السوداء التي كانت وطن
البارحة كنت ذاهبة كي اشتري بعض الاغراض للغداء فركبتُ سيارة الأجرة التي كان يقودها رجلٌ يبدو على وجهه التعب متوجهةً نحو السوق وجلست بجوار امرأة تبدو في السبعينات من عمرها ترتدي ثياباً تدُل على الفقر، كانت تبكي وعيونها مليئة بالخيبة ربما خيبة تلك البلاد،دفعني الفضول ان أسألها عن سبب بكائها فسألت فقالت "ابني عندو بالقلب واذا ما جبتلو دوا ممكن يموت ومش عم لاقي" الغصة التي تكلمت بها كانت كفيلة بتحطيم وطن !
ان ذهبتم الى المطار ورأيتم كم من ام تبكي وهي تنتزع ولدها من قلبها كي يُسافر ويأمن مستقبلاً خالياً من الذُل وكم من حبيبة تودع حبيبها والدمعة تملأ عينها وكم من اب يودع اولاده ...
كم من شاب وفتاة اضاعوا نصف عمرهم في العلم ولم يجدوا عملاً يستحقونه،
كفى مشياً كالقطيع وراء الاحزاب كفى خضوعاً وذُلاً لم ننل منهم سوى الظلم والحرمان كفى يا حكاماً قتلتمونا بالجهل كفى ذلاً كفى !
كفى وكفى وكفى ...
نور صفا