قال الرئيس الروسي بوتين ذات يومٍ في العام ٢٠١٥ بأنّه لن يسمح بأن يلقى الرئيس السوري بشار الأسد مصير صدّام والقذافي..ونِعم الرّفقة.لعنك الله والتاريخ يا غورباتشوف ،لو كان بوتين على رأس الاتحاد السوفيتي أواخر القرن العشرين لما سقط تشاوشسكو، ولما انهارت المنظومة الاشتراكية، ولما تفكّك الاتحاد السوفيتي وقامت جمهورياتٍ جديدة،جالبةً للهمّ والمشاكل كأوكرانيا.ولظلّ العلم الأحمر مرفرفاً فوق الكرملين، والحزب الواحد مُسيطراً، والأمين العام قائداً. ولدامت الحرب الباردة بين الشرق والغرب .ولظلّ مناضلو العالم الثالث يعرفون وُجهتهم في مقارعة الأمبريالية الأميركية، ومساندة الإتحاد السوفييتي،حامي الشعوب المضطهدَة، ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من اختلاط الحابل بالنّابل في منطقتنا العربية والإسلامية: بقايا إسلامٍ مُتصلبٍ ومُتحجرٍ قادمٍ من عمق الجزيرة العربية، على بقايا أحزابٍ قوميةٍ عفا عليها الزمن، وبقايا شيوعيين تائهين حائرين، وشذراتٍ من سيرة آل البيت النبوي، قادمة من بلاد فارس وِفق أماني وطموحات الوليّ الفقيه. أمّا الشعوب المغلوبة على أمرها فواقعة تحت نير القتل والتدمير والتهجير، بانتظار الخرائط الجديدة والكيانات المُستنسخة.