تحت عنوان "كي لا نحرج الدولة" عمد حزب الله الى إستقدام النفط الايراني عبر الحدود البرية مع سوريا بعد أن أفرغ حمولتها بمرفأ بانياس السوري، كما جاء على لسان امين عام الحزب
وكأن إستهمال المعابر البرية غير الشرعية على الحدود السورية، والتي من خلالها قدمت الصهاريج، بمعزل عن الجمارك اللبنانية وما يترتب من دفع مستحقات مالية كضرائب لمصلحة خزينة الدولة وبعيدا عن وزارة الطاقة، كأن كل هذا لا "يحرج الدولة "!!! مما حدا برئيس الوزرا نجيب ميقاتي ليزف دموع التماسيح على شاشة الCNN الاميركية ويعبر عن حزنه على خرق السيادة اللبنانية، ويتحول وزير الطاقة وليد فياض الى مهرج حين سأله احد الصحفيين عن رأيه بدخول المازوت الايراني.
هذه عينة بسيطة عن طريقة تفكير حزب الله وكيفية مقاربته للحلول المفترضة، وعن كيفية معالجته للازمات والعقد التي يمر فيها البلد، ففي الوقت الذي يدعم فيه هذا الحزب طبقة سياسية فاسدة نهبت الاخضر واليابس واوصلت البلد الى ما هو عليه من تدهور وفي مقدمة هؤلاء رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل الذين عاثا بالمالية العامة نهبا وفسادا وفشلا، يأتي الحزب بعد ذلك ليقدم نفسه على انه المنقذ والمخلص من خلال ضجة اعلامية فارغة وهمروجة دعائية لا تنطلي الا السذج والبسطاء من جمهوره.
إقرأ أيضا : نفط السيد الايراني مقابل نفط بري العراقي
فلو سلمنا جدلا، ان كل خصوم الحزب السياسيين من قوات لبنانية وكتائب ومجتمع مدني قد انهزموا في الانتخابات النيابية القادمة، ولم يبق على المسرح السياسي في لبنان الا حزب الله وحلفاؤه فقط، واستطاع هذا الفريق من تحصيل 128 نائبا رئيسه هذه المرة محمد رعد شخصيا، وانتخبوا رئيس للجمهورية شخصية كإميل رحمة التابع مباشرة للحزب، وجاؤوا بحكومة من لون واحد كلها من حلف حزب الله، يبقى السؤال المعروف جوابه سلفا، هل باستطاعة الحزب وفريقه حل الازمة الاقتصادية في لبنان ؟؟
بكل تأكيد لا، بل على العكس تماما وهذا ما يدركه الحزب نفسه
مما يعني ان كل الحملات السياسية التي يقوم بها الحزب او جبران باسيل على باقي الافرقاء والاتهامات والافتراءات لا يغير من هذه الحقيقة شيئا على الاطلاق، وقريبا جدا سوف يدرك الناس بان مشكلة البلد هذه الايام هي حزب الله وتفكيره ورؤيته لدور لبنان وسعيه لابقائه مجرد ساحة تستعمل لخدمة المشروع الايراني، حينها فقط يمكن ان نتصور بدايات الحل لاننا نكون حينها قد شخصنا بشكل صحيح طبيعة المشكلة .